للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأسودُ بنُ عبدِ يَغُوثَ، فأُتِى بغُصْنٍ فيه شَوْكٌ، فضُرِب به وجهُه، فسالت حدَقتاه على وجهِه، فكان يقولُ: دعَوتُ على محمدٍ دعوةً، ودعا عليَّ دعوةً، فاسْتُجيب لى، واسْتُجِيب له؛ دعا عليَّ أن أعْمَى، فَعَمِيتُ، ودعَوتُ عليه أن يكونَ وحيدًا فريدًا في أهلِ يَثْرِبَ، فكان كذلك. وأما العاصُ بنُ وائلٍ، فوَطِئَ على شَوْكةٍ فتساقَط لحمُه عن عِظامِه حتى هلَك. وأما الأسودُ بنُ المطلبِ، وعديُّ بنُ قيسٍ، فإن أحدَهما قام مِن الليلِ وهو ظمآنُ، فشرِب ماءً مِن جَرَّةٍ، فلم يَزَلْ يَشْرَبُ حتى انْفَتَق بَطنُه فمات، وأما الآخرُ فَلَدَغته حيةٌ فمات.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبربا عبدُ الرَزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ وعثمانَ، عن مِقْسمٍ مولى ابن عباسٍ في قولِه: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)﴾. ثم ذكَر نحوَ حديثِ ابن عبدِ الأعلى، عن ابن ثورٍ (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾: هم رهطٌ خمسةٌ مِن قريشٍ، عَضَهوا القرآنَ؛ زعَم بعضُهم أنه سحرٌ، وزعَم بعضُهم أنه شعرٌ، وزعم بعضُهم أنه أساطيرُ الأوَّلين؛ أما أحدُهم فالأسودُ بنُ عبدِ يَغُوثَ، أَتى على نبيِّ اللَّهِ وهو عندَ البيتِ، فقال له الملَكُ: كيف تَجِدُ هذا؟ قال: "بئسَ عبدُ اللَّهِ على أنه خالي". قال: كفَيناك. ثم أتَى عليه الوليدُ بنُ المغيرةِ، فقال له الملَكُ: كيف تَجِدُ هذا؟ قال: "بئسَ عبدُ اللَّهِ". قال: كفَيناك. ثمَّ أتى عليه عديُّ بنُ قيسٍ أخو بني، سهمٍ، فقال له (٢) الملَكُ: كيف تَجِدُ هذا؟ قال: "بئسَ عبدُ اللَّهِ". قال: كفَيناك. ثم أتَى عليه الأسودُ بنُ (٣) المطلبِ، فقال له الملَكُ: كيف تَجِدُ هذا؟ قال: "بِئسَ


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٥١، ٣٥٢ وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٠٨، ١٠٩ إلى ابن المنذر وأبي نعيم.
(٢) سقط من: م.
(٣) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "عبد".