للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللهُ ذلك لهم (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

وقولُه: ﴿يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ﴾. يعنى جلَّ ثناؤُه أن الملائكةَ تَقْبِضُ أرواحَ هؤلاء المتقين وهى تقولُ لهم: سلامٌ عليكم، صِيروا إلى الجنةِ. بشارةً مِن اللهِ، تُبَشِّرُهم بها الملائكةُ.

كما حدَّثني يونسُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: أخبرَنا ابن وهبٍ، قال: أخبرَني أبو صَخْرٍ، أنه سمِع محمدَ بنُ كعبٍ القُرَظيَّ يقولُ: إِذا اسْتَنْقَعَتْ (٢) نفسُ العبدِ المؤمنِ، جاءه مَلَكٌ فقال: السلامُ عليك وليَّ اللهِ، اللهُ يقرأُ عليك السلامَ. ثم نزَع (٣) بهذه الآيةِ: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ إلى آخرِ الآيةِ (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيِّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩١].


(١) تفسير مجاهد ص ٤٢١ من طريق ورقاء به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١١٧ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) في ص: "اسنبفت"، وفى ت ٢: "استيفعت"، وفى الحلية: "انتزعت"، وفى الشعب: "استنفقت"، وفى الدر المنثور: "استفاقت". واستنقعت نفس المؤمن: إذا اجتمعت في فيه تريد الخروج، كما يَسْتَنْقِع الماءُ في قراره، وأراد بالنَّفْس الرُّوح. لسان العرب (ن ق ع).
(٣) نزع: تَمَثَّل أو استنبط، ففى تاج العروس (ن ز ع): انتزع بالآية والشعر: تَمَثَّل. ويقال للرجل إذا استنبط معنى آية: قد انتزع معنًى جيدًا، وهو مجاز.
(٤) أخرجه أبو الشيخ في العظمة ص ١٥٧، وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٢١٧، من طريق أبي صخر به. والبيهقى في شعب الإيمان (٤٠٢) من طريق يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١١٧ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن منده في كتاب الأحوال.