للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾ (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا إسماعيلُ بنُ حكيمٍ الخزاعيُّ، قال: ثنا محمدُ بن جابرٍ الحنفيُّ (٢)، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبي سلَمة، قال: سمِع أبو هريرةَ رجلًا وهو يقولُ: إن الظالمَ لا يضرُّ إلا نفسَه. قال: فالتفتَ إليه فقال: بلى، واللهِ إن الحُبارى (٣) لتموتُ في وَكْرِها هَزْلًا (٤) بظلمِ الظالمِ (٥).

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا أبو عُبيدة الحدَّادُ، قال: ثنا قُرَّةُ بنُ خالدٍ السَّدُوسيُّ، عن الزُّبيرِ بن عديٍّ، قال: قال ابن مسعودٍ: خطيئةُ ابن آدمَ قتَلت الجُعَلَ (٦).

حدَّثنا أبو السائبِ، قال: ثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي عُبيدةَ، قال: قال عبدُ اللهِ، كاد الجُعَلُ أن يهلِكَ في جُحْرِه بخطيئةِ


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٤٩٧ عن سفيان به. وأخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٣٠٠ من طريق سفيان به بزيادة ابن مسعود، وأخرجه الحاكم ٢/ ٤٢٨، والبيهقى في الشعب (٧٤٧٨) من طريق أبي إسحاق به بزيادة ابن مسعود، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٢١ عن ابن مسعود وعزاه إلى ابن المنذر.
(٢) في النسخ: "الجعفى". والمثبت من الشعب وتفسير ابن كثير، وينظر تهذيب الكمال ٢٤/ ٥٦٤.
(٣) الحبارى: طائر معروف، وهو على شكل الإوزة، برأسه وبطنه غبرة، ولون ظهره وجناحيه كلون السُّمَانَى غالبا. المصباح المنير (ح ب ر).
وقال ابن الأثير في النهاية: ١/ ٣٢٨: يعنى أن الله يحبس عنها القطر بعقوبة ذنوبهم، وإنما نصها بالذكر، لأنها أبعد الطير نجعة، فربما تذبح بالبصرة ويوجد في حوصلتها الحبة الخضراء، وبين البصرة وبين منابتها مسيرة أيام.
(٤) في م: "هزالا".
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٤٩٧ عن المصنف، وأخرجه البيهقى في الشعب (٧٤٧٩) من طريق إسماعيل بن حكيم به، وأخرجه ابن أبي الدنيا في العقوبات (٢٦٩) من طريق يحيى ابن أبي كثير به بدون ذكر أبي سلمة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٢١ إلى عبد بن حميد.
(٦) أخرجه ابن أبي الدنيا في العقوبات (٢٧٠) من طريق قرة بن خالد به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٢١ إلى الإمام أحمد في الزهد.