للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

: "فإن عادوا فعُدْ" (١).

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا هُشيمٌ، عن حُصينٍ، عن أبي مالكٍ في قولِه: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾. قال: نزَلَتْ في عمارِ بنِ ياسرٍ (٢).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن مُغيرةَ، عن الشَّعْبِيِّ، قال: لما عُذِّب الأعْبُدُ أعْطَوْهم ما سأَلُوا إلا خَبَّابَ بنَ الأَرَتِّ، كانوا يُضْجِعونه على الرَّضْفِ (٣)، فلم يَسْتَقِلُّوا (٤) منه شيئًا (٥).

فتأويلُ الكلامِ إذن: مَن كفَر باللهِ مِن بعدِ إيمانِه، إلا مَن أُكْرِه على الكفرِ فنطَق بكلمةِ الكفرِ بلسانهِ وقلبُه مطمئنٌّ بالإيمانِ، موقِنٌ بحقيقتِه، صحيحٌ عليه عزمُه، غيرُ مَفْسوحِ الصدرِ بالكفرِ، لكنْ مَن شرَح بالكفرِ صدرًا فاخْتاره وآثرَه على الإيمانِ، وباح به طائعًا، فعليهم غضبٌ مِن اللهِ، ولهم عذابٌ عظيمٌ.


(١) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ١/ ٣٦٠، وعنه إسحاق بن راهويه كما في المطالب العالية (٣١٨٩) -وعبد بن حميد- كما في الفتح ١٢/ ٣١٢ - عن معمر به. وأخرجه ابن سعد ٣/ ٢٤٩، والحاكم ٢/ ٣٥٧، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٤٠ من طريق عبد الكريم به وقال الحافظ في الفتح: مرسل، رجاله ثقات. وأخرجه البيهقى ٨/ ٢٠٨، ٢٠٩ من طريق عبد الكريم عن أبي عبيدة عن أبيه. قال الحافظ: وهو مرسل أيضًا.
(٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ١٣٢ إلى المصنف وابن أبى شيبة وابن المنذر. وينظر تفسير ابن كثير ٤/ ٥٢٥.
(٣) الرضف: الحجارة التي حَمِيَتْ بالشمس أو النار، واحدتُها رَضْفَة. اللسان (ر ض ف).
(٤) في حلية الأولياء: "يسبعنوا" كذا بغير نقط. ولم يستقلوا: أى لم يبلغوا منه أقلَّ شيء من مرادهم. ينظر اللسان (ق ل ل).
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٤٩ عن جرير به نحوه، وأخرجه الطبراني في الكبير (٣٦٩٤)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٤٤ من طريق مغيرة به.