للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنى عليُّ بنُ سهلٍ، قال: ثنا حجاجٌ، قال: أخبَرنا أبو جعفرٍ الرازيُّ، عن الربيعِ بن أنسٍ، عن أبي العاليةِ الرِّيَاحِيِّ، عن أبي هريرةَ أو غيرِه -شكَّ أبو جعفرٍ- فى قولِ اللهِ ﷿: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. قال: جاء جبريلُ إلى النبيِّ ومعه ميكائيلُ، فقال جبريلُ لميكائيلَ: ائتني بطَستٍ مِن ماءِ زمزمَ كيما أطهرَ قلبَه، وأشرحَ له صدرَه. قال: فشقّ عنه (١) بطنَه، فغسَله ثلاثَ مرّاتٍ، واختلَف إليه ميكائيلُ بثلاثِ طِساسٍ (٢) من ماءِ زمزمَ، فشرَح صدرَه، ونزَع ما كان فيه من غلٍّ، ومَلأه حلمًا (٣) وعلمًا وإيمانًا ويقينًا وإسلامًا، وختَم بين كتفَيه بخاتمِ النبوةِ، ثم أتاه بفرسٍ فحُمِل عليه، كلُّ خطوةٍ منه منتهى بصرِه (٤)، أو (٥) أقصى بصرِه. قال: فسار وسار معه جبريلُ ، فأتى على قومٍ يزرَعون في يومٍ ويحصُدون في يومٍ، كلما حصَدوا عاد كما كان، فقال النبيُّ : "يا جبريلُ ما هذا؟ " قال: هؤلاء المجاهدون في سبيلِ اللهِ، تُضاعَفُ لهم الحسنةُ بسبعِمائةِ ضعفٍ، وما أنفَقوا من شيءٍ فهو يُخلِفُه، وهو خيرُ الرازقينَ.

ثم أتى على قومٍ تُرضَخُ رءوسُهم بالصخرِ، كلما رُضِخَتْ عادتْ كما كانت، ولا يُفتَّرُ عنهم من ذلكَ شيءٌ، فقال: "ما هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال:


= به. وأخرجه البيهقى فى الدلائل ٢/ ٣٦١، ٣٦٢ من طريق ابن وهب به. وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٤/ ١٣٩ إلى ابن مردويه. وأورده ابن كثير في تفسيره ٥/ ٩، عن المصنف، وقال: وهكذا رواه الحافظ البيهقى فى دلائل النبوة" من حديث ابن وهب، وفى بعض ألفاظه نكارة وغرابة.
(١) في م: "عن".
(٢) في م: "طسات".
(٣) فى ص، ت ١، ت ٢، ف: "حكما".
(٤) فى م: "طرفه".
(٥) فى م، ت ١، ت ٢، ف: "و".