للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا أبو بكرٍ، عن أبي حَصِينٍ، عن عبدِ اللهِ بن سنانٍ، عن سعد بن مسعودٍ، قال: ما ليس نوحٌ جديدًا قطُّ، ولا أكَل طعامًا قطُّ، إلا حمد الله، فلذلك قال الله: ﴿عَبْدًا شَكُورًا﴾ (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا المُعتمرُ بنُ سليمان، قال: ثني سفيانُ الثوريُّ، قال: ثنى أبوك (٢)، عن أبي عثمانَ النهديِّ، عن سلمانَ، قال: إنما سُمِّى نوحٌ عبدًا شكورًا، أنَّه كان إذا لبس ثوبًا حمد الله، وإذا أكل طعامًا حمد الله (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ﴾: من بني إسرائيلَ وغيرهم، ﴿إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾. قال: إنَّه لم يُجَدِّدُ ثوبًا قطُّ إِلَّا حمد الله، ولم يُبْلِ ثوبًا قطُّ إلَّا حمد الله، وإذا شرِب شَرْبةً حمد الله، قال: الحمدُ لله الذي سقانيها على شهوةٍ ولذةٍ وصحةٍ. وليس في تفسيرها، وإذا شرب شَرْبةً قال هذا، ولكنْ بلغني ذا.

حدَّثني القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا أبو فَضَالةَ، عن النضر بن شُفَيٍّ، عن عِمْرانَ بن سُلَيمٍ، قال: إِنَّما سُمِّى نوحٌ عبدًا شكورًا؛ أنَّه كان إذا أكل الطعام قال: الحمد لله الذي أطعَمنى، ولو شاءَ أجاعنى. وإذا شرب قال: الحمدُ لله الذي سقاني، ولو شاء أَظمَأَنى. وإذا لبس ثوبًا قال: الحمدُ لله الذي كساني، ولو شاء أَعْرَاني. وإذا لبس نعلًا قال: الحمدُ لله الذي حذَاني، ولو شاءَ أَحْفَاني. وإذا قضَى


= وفي الدعاء (٣٩٧، ٩٠٢). وينظر علل ابن أبي حاتم (٢٠٣٠). وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦٢ إلى ابن أبي حاتم.
(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ١٧/ ٦٦٧ (مخطوط) من طريق أبي بكر به.
(٢) في النسخ: "أيوب". والمثبت من مصدر التخريج.
(٣) أخرجه المحاملي في أماليه (٦٨) من طريق المعتمر به.