للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثوريُّ، قال: ثنا منصورُ بنُ المعتمر، عن ربعيِّ بن حراشٍ، قال: سمعتُ حذيفة بنَ اليمان يقولُ: قال رسولُ الله : "إن بني إسرائيل لما اعتدوا [في السبتِ] (١) وعلوا، وقتلوا الأنبياء، بعث الله عليهم ملِك فارسَ بختَنَصَّرَ، وكان الله ملَّكه سبعَمائة سنةٍ، فسار إليهم حتى [دخل بيت] (٢) المقدس فحاصَرها وفتحها، وقتل على دم زكريا سبعينَ ألفًا، ثم سبَى أهلَها [وبني الأنبياء] (٣)، وسلب حُليَّ بيتِ المقدس، واستخرَج منها سبعينَ ألفًا ومِائة ألفِ عجَلةٍ مِن حُليٍّ حتى أورده بابل". قال حذيفةُ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، لقد كان بيتُ المقدس عظيمًا عند اللهِ؟ قال: "أجل، بناه سليمانُ بنُ داودَ من ذهبٍ ودرٍّ وياقوتٍ وزبرجدٍ، وكان بَلاطَةً ذهبًا وبَلاطةً فضةً، وعُمُدُه ذهبًا، أعطاه الله ذلك، وسخَّر له الشَّياطين يأتُونه بهذه الأشياء في طرفة عينٍ، فسار بختُنَصَّرَ بهذه الأشياء حتى نزل بها بابلَ، فأقام بنو إسرائيل في يديه مائة سنةٍ تُعذِّبُهم المجوسُ وأبناءُ المجوس، فيهم الأنبياءُ وأبناءُ الأنبياء، ثم إن الله رحمهم، فأوحى إلى ملِكِ مِن ملوكِ فارس، يُقالُ له: كورس. وكان مؤمنًا، أن سر إلى بقايا بني إسرائيلَ حتى تستَنقِذَهم. فسار كورس ببني إسرائيل وحُلِيِّ بيت المقدس حتى ردَّه إليه، فأقام بنو إسرائيل مطيعين لله مائة سنةٍ، ثم إنهم عادوا في المعاصى، فسلَّط الله عليهم إبطنانحوسَ (٤)، فغزَا بأبناءِ مَن غزا مع بختِنصَّرَ، فغزَا بنى إسرائيلَ، حتى أتاهم بيت المقدس، فسبَى أهلها، وأحرَق بيتَ المقدسِ، وقال لهم: يابني إسرائيل إن عدتُم في المعاصى عُدْنا عليكم بالسِّباءِ. فعادُوا في المعاصى، فسيَّر الله عليهم السِّباءَ الثالث ملِك روميَّةً، يُقال له: قاقسُ بنُ


(١) سقط من: ص، م.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "حل ببيت".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "والأبناء".
(٤) في م: "أبطيانوس".