للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتَّل وأخرَب (١) بيتَ المقدسِ، ونزَع حِلْيتَه، فجعَلها آنيةً ليشرب فيها الخمورَ، وخُونًا (٢) يأكُلُ عليها (٣) الخنازير، وحمل التوراة (٤) معه، ثم ألقاها في النار، وقدم فيما قدم به بمائة وصيفٍ منهم دانيالُ وعَزَرْيا وحَنَنْيا ومشائيلُ، فقال (٥): أصلحْ لى أجسامَ هؤلاء لعلِّى أختارُ منهم أربعةً يخدُموننى. فقال دانيالُ لأصحابه: إنما نُصروا عليكم بما غيَّرتم من دين آبائكم، لا تأكُلوا لحمَ الخنزير، ولا تشرَبوا الخمرَ. فقالوا للذى يُصْلِحُ أجسامَهم: هل لك أن تُطعِمَنا طعامًا، هو أهونُ عليك في المئونة مما تُطعِمُ أصحابنا؟ فإن لم نَسمَنْ قبلَهم رأيتَ رأيك! قال: ماذا؟ قال: خبزُ الشعيرِ والكُرَّاثُ. ففعل فسمِنوا قبلَ أصحابهم، فأَخَذهم بُخْتُنصَّرَ يَخدُمونه، [بَيْنا ذلك، رأى] (٦) بختُنصرَ رؤيا، فجلس فنسيها، فعاد فرقَد فرآها، فقام فنسيها، ثم عاد فرقَد فرآها، فخرَج إلى الحجرة فنسيها، فلما أصبَح دعا العلماء والكهَّانَ، فقال: أخبروني بما رأيتُ البارحة، وأوِّلوا لي رؤياى، وإلا فلْيَمش كلُّ رجلٍ منكم إلى خشبته، موعدُكم ثالثةٌ. فقالوا: هذا لو أخبَرنا برؤياه. وذكر كلامًا لم أحفَظْه، قال: وجعَل دانيالُ كلَّما مرَّ به أحدٌ من قرابته يقولُ: لو دعانى الملكُ لأخبَرْتُه برؤياه، ولأوَّلتُها له. قال: فجعَلوا يقولون: ما أحمقَ هذا الغلامَ الإسرائيليَّ. إلى أن مرَّ به كهلٌ. فقال له ذلك، فرجَع إليه فأخبرَه، فدعاه فقال: ماذا رأيتُ؟ قال: رأيتَ تمثالًا. قال: إيه. قال: ورأسُه من ذهبٍ. قال: إيه. قال: وعنقُه من فضةٍ. قال: إيه. قال: وصدرُه من حديدٍ. قال: إيه. قال:


(١) في م: "أخرج".
(٢) في م: "خوانا". والخون جماع الخوان.
(٣) في م: "عليه".
(٤) في ت ١: "السراة". وفى ت ٢، ف: "الشراة".
(٥) بعده في م: "لإنسان".
(٦) في م: "فبينما هم كذلك إذ رأى".