للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي كانت له مِن أبيك أخبَركَ. وكان قد جفاه، فدعاه، فقال: إني معيدٌ إليك منزلتَك من أبي، فأخبرْني ما هذان السطران؟ قال: أما أن تُعيد إليَّ منزلتي من أبيك، فلا حاجةَ لى بذاك، وأما هذان السطران فإنك تُقتَلُ الليلةَ. فأخرج من في القصرِ أجمعين، وأمر بقفله، فأُقفِلت الأبوابُ عليه، وأدخَل معَه أمنَ أهل القرية في نفسه معه سيفٌ، فقال: من جاءك من خلق الله فاقتُلْه، وإن قال: أنا فلانٌ. وبعَث الله عليه البطنَ فجعَل يمشِى حتى كان شطرُ الليل، فرقَد ورقَد صاحبُه، ثم نبَّهه البطنُ، فذهَب يمشى والآخرُ نائمٌ، فرجَع فاستيقَظ به، فقال له: أنا فلانٌ. فضرَبه بالسيف فقتله (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ قوله: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ﴾، آخر العقوبتين، ﴿لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، كما دخله عدوُّهم قبل ذلك، ﴿وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾، فبعث الله عليهم في الآخرة بُختَنصرَ البابليَّ المجوسيَّ، أبغضَ خلقِ اللهِ إِليه، فسبَى وقتل وحَرَّب بيت المقدسِ، وسامهم سوءَ العذاب.

حدَّثنا محمدُ بنُ عبد الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قَتادةَ، قال: ثم (٢) جاء وعدُ الآخرة من المرتين، ﴿لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾. قال: ليُقبِّحوا وجوهَكم. ﴿وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾. قال: يُدمِّروا ما علَوا تدميرًا. قال: هو بختُنصرَ، بعَثه الله عليهم في المرّة الآخرة (٣).


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦٤ إلى المصنف.
(٢) في م: "فإذا".
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٧٣ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦٥ إلى ابن أبي حاتم.