للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكسر الخاءِ من الخَطْأِ وسكونِ الطاءِ (١). وإذا قُرِئ ذلك كذلك، كان له وجهان من التأويلِ؛ أحدُهما: أن يكونَ اسمًا من قول القائلِ: خَطِئتُ فأنا فأنا أَخْطَأُ خَطْأً (٢)، بمعنى: أذنبتُ وأثِمْتُ، ويُحكى عن العرب: خَطِئتُ: إذا أذنبتَ عمدًا، وأخطأتُ: إذا وقَع منك الذنب (٣) على غيرِ عمدٍ منك له. والثاني: أن يكونَ بمعنى "خَطَأ" بفتحِ الخاءِ والطاءِ، ثم كُسِرت الخاء وسُكِّنت الطاءُ، كما قيل: قِتْبٌ وقَتَبٌ، وحِذْرٌ وحَذَرٌ، ونِجْسٌ ونَجَسٌ (٤). والخِطْءُ بالكسرِ اسمٌ، والخَطَأُ بفتح الخاءِ والطاءِ مصدرٌ من قولِهم: خَطِئ الرجلُ. وقد يكونُ اسمًا من قولِهم: أَخْطَأَ. فأما المصدرُ منه فالإخطاءُ. وقد قيل: خَطِئ. بمعنى أخطَأ، كما قال الشاعرُ (٥):

يا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا (٦)

بمعنى: أخطَأنَ.

وقرَأ ذلك بعضُ قرأةِ أهل المدينة: (إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خَطَأً) بفتح الحَاءِ والطاءِ مقصورًا (٧) على توجيهِه إلى أنه اسمٌ، من قولِهم: أخطَأ فلانٌ خَطَأً.

وقرَأه بعضُ قرأةِ أهلِ مكةَ: (إنَّ قَتَلَهُمْ كان خَطَاءً) بفتحِ الخاءِ والطاءِ ومدِّ الخَطَاءِ، بنحوِ معنى مَن قرَأه خَطَأً بفتحِ الخاءِ والطاءِ، غيرَ أنه يُخالِفُه في مدِّ


(١) وهى قراءة نافع وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي. السبعة ص ٣٨٠، والكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٤٥.
(٢) في ص، ت ١، ف: "أخطئ خطأ"، وفي ت ٢: "خطئ خطأ".
(٣) بعده في م: "خطأ".
(٤) ينظر معاني القرآن ٢/ ١٢٣.
(٥) هو امرؤ القيس، والرجز في ديوانه ص ١٣٤.
(٦) في ص، ت ١، ت:٢ "وايلا"، وفى ف: "وابلا".
(٧) وهى قراءة أبي جعفر وابن عامر في رواية ابن ذكوان. النشر ٢/ ٢٣٠، والإتحاف ص ١٧٢.