للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحرفِ (١).

وكان عامةُ (٢) أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ من أهلِ الكوفة وبعضِ البصريين منهم يرَوْن أن الخِطْءَ والخَطَأَ بمعنًى واحدٍ، إلا أن بعضَهم زعَم أن الخِطْءَ بكسرِ الخاءِ وسكونِ الطاءِ في القراءةِ أكثرُ، وأن الخَطَأَ بفتحِ الخاءِ والطاءِ في كلامِ الناسِ أفشَى (٣)، وأنه لم يُسْمَعِ الخِطْءُ بكسرِ الخاءِ وسكونِ الطاءِ في شيءٍ من كلامِهم وأشعارِهم، إلا في بيتٍ أنشَده لبعضِ الشعراءِ (٤):

الخطْءُ فاحِشَةٌ والبِرُّ نافِلَةٌ (٥) … كعَجْوَةٍ غُرِسَتْ فِي الْأَرْضِ تُؤْتَبَرُ (٦)

وقد ذكَرتُ الفرقَ بيَن الخِطْءِ بكسرِ الخاءِ وسكون الطاءِ وفتحِهما.

وأولى القراءاتِ في ذلك عندَنا بالصوابِ القراءةُ التي عليها قرَأةُ أهل العراقِ وعامةُ أهلِ الحجازِ؛ لإجماعِ الحجةِ من القرَأةِ عليها، وشذوذِ ما عداها (٧). وإن معنى ذلك: كان إثمًا وخطيئةً، لا خَطَأً من الفعلِ؛ لأنهم إنما كانوا يقتلونهم عمدًا لا خطَأً، وعلى عمدِهم ذلك عاتَبهم ربُّهم، وتقدَّم إليهم بالنهى عنه.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويلِ.


(١) وكذا بالنسخ هي قراءة الحسن، وانظر المحتسب ٢/ ١٩، ٢٠، والبحر المحيط ٦/ ٣٢، فلعله خطأ تتابعت عليه النسخ، فقراءة أهل مكة بكسر الخاء وفتح الطاء والملد، وهى قراءة ابن كثير، وانظر النشر ٢/ ٢٣٠، والسبعة ص ٣٨٠، والكشف عن وجوه القراءات، ٢/ ٤٥، والإتحاف ص ١٧٢.
(٢) بعده في ص، ت ١، ف: "قرأة".
(٣) ينظر الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٤٥، ٤٦.
(٤) البيت غير منسوب إلى قائل وانظره في التبيان للطوسي ٦/ ٤٧٣.
(٥) في التبيان: "فاضلة".
(٦) أبَرَ النخل والزرع يأبُره ويأبِره أصلحه. تاج العروس (أ ب ر).
(٧) ما عداها مما ذكره المصنف هو قراءة متواترة سوى قراءة الحسن.