للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أدْفَعُها بالرَّاح كي تَزَحْلَفا (١)

فأَخبَر أَنه يَدْفَعُ شُعَاعَها لِيَنْظُرَ إِلَى مَغيبها بِرَاحِه.

ومَن روَى ذلك بفتحِ الباءِ، فإنَّه جَعَلَه اسمًا للشَّمسِ، وكَسَر الحاءَ لإخراجِه إيَّاه على تقديرِ: قَطَامِ وحَذَامِ ورَقاشِ.

فإذا كان معنى الدُّلوكِ في كلامِ العربِ هو الميلُ، فلا شكَّ أن الشمسَ إذا زالَت عن كبِدِ السماءِ فقد مالَتْ للغروبِ، وذلك وقتُ صلاةِ الظهرِ. وبذلك ورَد الخبرُ عن رسولِ الله ، وإن كان في [إسنادِ بعضه] (٢) بعضُ النَّظرِ.

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا خالدُ بنُ مَخْلَدٍ، قال: ثنى محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثني يحيى بنُ سعيدٍ، قال: ثنى أبو بكرِ بن عمرِو بن حزمٍ الأنصاريُّ، عن أبي مسعودٍ عُقبةَ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ : "أتاني جبريلُ لِدُلُوكِ الشمس، حينَ زالَتِ الشمسُ (٣)، فصَلَّى بِىَ الظُّهْرَ" (٤).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا أبو تُميلةَ، قال: ثنا الحسينُ بن واقدٍ، قال: ثنى سَيَّارُ بنُ سلامةَ الرِّياحيُّ، قال: قال أبو بَرْزةَ: كان رسولُ اللَّهِ لا يُصَلِّي الظهْرَ إِذا


= أي: كادت تغيب.
(١) قال الأصمعي: يقال للرجل: قد تزحلف قليلا. إذا تباعد.
(٢) في ص، ت ٢، ف: "إسناده بعضه"، وفى ت ١: "إسناد".
(٣) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ف.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٩٥ إلى المصنف، وأخرجه البيهقى ١/ ٣٦١، ٣٦٢، وفي معرفة السنن (٥١٧) من طريق يحيى بن سعيد به، وقال: أبو بكر لم يسمعه من أبي مسعود، وإنما هو بلاغ بلغه، وقد رُوى ذلك من حديثٍ آخر مرسل.
وأخرجه في معرفة السنن (٥١٨) من طريق صالح بن كيسان، عن أبي بكر، بلغه أن أبا مسعود، وأخرجه (٥١٩) من طريق أيوب بن عتبة، عن أبي بكر، عن عروة، عن ابن أبي مسعود، عن أبيه.