للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني أبو زيدٍ عمرُ بنُ شَبَّةَ، قال: ثنا موسى بنُ إسماعيلَ، قال: ثنا سعيدُ بنُ زيدٍ، عن عليّ بن الحكمِ، قال: ثنى عثمانُ، عن إبراهيمَ، عن الأسودِ وعلقمةَ، عن ابن مسعودٍ، قال: قال رسولُ اللَّهِ : "إنى لأَقُومُ المَقامُ المحمودَ". فقال رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، وما ذلك المَقامُ المحمودُ؟ قال رسولُ اللَّهِ : "ذاك إذا جيءَ بكم حُفاةً عُراةً غُرْلًا (١)، فيَكُونُ أولَ مَن يُكْسَى إبراهيمُ ، فيُؤْتَى بِرَيْطَتَيْنِ (٢) بَيْضَاوَيْنِ، فَيَلْبَسُهما، ثم يَقْعُدُ مُسْتَقْبِلَ العَرْشِ، ثم أُوتَى بكِسْوتِى فألْبَسُها، فأقومُ عن يمينِه مَقامًا لا يقومُه غيرى، يَغْبِطُنى به (٣) الأولون والآخرون، ثم يُفْتَحُ نَهَرٌ مِن الكَوْثَرِ إلى الحَوْضِ" (٤).

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزهريِّ، عن عليِّ بن الحسينِ، أن النبيَّ قال: "إذا كان يَوْمُ القِيامَةِ مَدَّ اللَّهُ الأَرْضَ مَدَّ الأدِيمِ حتى لا يَكُونَ لِبَشَرٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَوْضِعُ قَدَمَيهِ - قال النبيُّ : فأكُونُ أوَّلَ مَن يُدْعَى وجِبريلُ عن يمينِ الرحمنِ، واللَّهِ ما رآهُ قَبْلَها، فأقولُ: أي ربِّ، إِنَّ هَذَا أَخْبَرَنِي أَنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إليَّ. فيقولُ اللَّهُ ﷿: صدَق. ثم أشْفَعُ، قال: فهو المقامُ المَحْمُودُ".

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن الزهريِّ، عن عليّ بن الحسينِ، قال: قال النبيُّ : "إذا كان يومُ القيامةِ". فذكَر


(١) الغزل؛ جمع الأغرل، وهو الأقلف، والغرلة: القلفة. النهاية ٣/ ٣٦٢.
(٢) الريطة: كل ملاءة ليست بلفقين، وقيل: كل ثوب رقيق لين. والجمع: رَيْط ورياط. النهاية ٢/ ٢٨٩.
(٣) في م: "فيه".
(٤) أخرجه أحمد ٦/ ٣٢٨ (٣٧٨٧)، والطبراني (١٠٠١٧)، والبزار (٣٤٧٨ - كشف)، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٢٣٨ من طريق سعيد بن زيد به، وليس عند البزار ذكر الأسود، وأخرجه الدارمي ٢/ ٣٢٥، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٢٣٩ من طريق على بن الحكم به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٩٧ إلى ابن المنذر وابن مردويه.