للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أدْرَكْتُها قُدّامَ كلِّ مِدْرَهِ (١)

بالدَّفْعِ عنى دَرْءَ كلِّ عُنْجُهِ (٢)

ومنه الخبرُ الذى حَدَّثَنَا به أبو كُرَيْبٍ، قال: ثنا مصعبُ بنُ المقدامِ، عن إسرائيلَ، عن إبراهيمَ بنِ المهاجرِ، عن مجاهدٍ، عن السائبِ، قال: جاءنِي عثمانُ وزهيرٌ ابنا أميةَ (٣)، فاسْتَأْذَنا لى على رسولِ اللهِ ، فقال رسولُ اللهِ : "أنا أعْلَمُ به منكما، ألم تَكُنْ شَرِيكى في الجاهليةِ؟ " قلتُ: نعم، بأبى أنت وأمي، فنِعْم الشَّريكُ، كنتَ لا تُمارِى ولا تُدارِى (٤).

يعنى بقولِه: لا تُدارِى. لا تخالِفُ رفيقَك وشريكَك ولا تُنازِعُه ولا تُشارُّه (٥).

وإنما أصلُ ﴿فَادَّارَأْتُمْ﴾: فتدَارَأْتُمْ. ولكنَّ التاءَ قريبةٌ (٦) مِن مَخرجِ الدالِ -


(١) درهت عن القوم: دفعت عنهم، ومدره القوم، بالكسر: الدافع عنهم. اللسان (د ر هـ).
(٢) العنجه والعنجهي، بالضم: المتكبر ذو العظمة. التاج (ع ج هـ).
(٣) كذا في النسخ. والصواب: عثمان بن عفان، وزهير بن أبى أمية. انظر الآحاد والمثاني، والمسند، والإصابة ٢/ ٥٧٢.
(٤) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (٦٩٢) عن أبي كريب به، وسقط منه ذكر مجاهد.
وأخرجه أحمد ٢٤/ ٢٥٨، ٢٥٩ (١٥٥٠٠) عن أسود بن عامر، عن إسرائيل به.
واختلف في إسناده، فقيل: عن مجاهد، عن السائب. وقيل: عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب. وقيل: عن مجاهد، عن قيس بن السائب. وقيل غير ذلك.
وقال ابن عبد البر: مضطرب جدًّا، منهم من يجعل الشركة مع رسول الله للسائب بن أبى السائب، ومنهم من يجعلها لأبي السائب أبيه، ومنهم من يجعلها لقيس بن السائب، ومن يجعلها لعبد الله بن السائب، وهذا اضطراب لا يثبت به شيء، ولا تقوم به حجة. وينظر العلل لابن أبي حاتم (٣٥٠)، والاستيعاب ٢/ ٥٧٢ - ٥٧٤، وأسد الغابة ٢/ ٣١٥، ٣١٦، ٤/ ٤٢٣، والتحفة ٣/ ٢٥٦، ونصب الراية ٣/ ٤٧٤، والإصابة ٣/ ٢٢، ٢٣، ٥/ ٤٧١ - ٤٧٣، وتهذيب التهذيب ٣/ ٤٤٩.
(٥) لا يشارِي، من المشاراة، وهى الملاجّة، وقيل: لا يشاري، من الشر. اللسان (ش ر ى).
(٦) بعده في ت ١، ت ٢، ت ٣: "المخرج".