للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانْتَفَى كلُّ فريقٍ منهم أن يكونَ قاتِلَه، كما قد بيَّنَّا قبلُ فيما مضَى مِن كتابِنا هذا (١).

وبنحوِ الذى قلنا في معنى قولِه: ﴿فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾. قال أهلُ التأويلِ.

حَدَّثَنِي محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال. حَدَّثَنِي عيسى، عن ابنِ أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾. قال: اختَلَفتُم فيها.

حَدَّثَنَا المثني، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابنِ أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه (٢).

حَدَّثَنَا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: حَدَّثَنِي حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ: ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾. قال بعضُهم: أنتم قتَلتُموه. وقال الآخَرون: أنتم قتَلتُموه (٣).

حَدَّثَنِي يونسُ، قال: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾. قال: اختَلفتُم، وهو التنازُعُ؛ تَنَازَعوا فيه. قال: قال هؤلاء: أنتم قتلتموه. وقال هؤلاء: لا (٣).

وكان تدارُؤُهم في النفسِ التى قتَلُوها كما حَدَّثَنِي محمدُ بنُ عمرٍو، قال: حَدَّثَنَا أبو عاصمٍ، عن عيسي، عن ابنِ أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: صاحبُ البقرةِ رجلٌ مِن بنى إسرائيلَ، قتَله رجلٌ، فألْقاه على بابِ ناسٍ آخَرِين، فجاء أوْلياءُ المقتولِ فادَّعَوْا دمَه عندَهم، [فانتفَوْا - أو انتَفَلوا] (٤) - منه (٥). شكَّ أبو عاصمٍ.

حَدَّثَنِي المثني، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابنِ أبى نجيحٍ، عن


(١) ينظر ما تقدم في ص ٧٥.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٤٤ (٧٤٦) من طريق أبى حذيفة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٧٨ إلى عبد بن حميد.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ١٦٠.
(٤) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "فانتقلوا أو انتقلوا".
(٥) انتفلت من الشيء وانتفيت منه، تبرأت منه. اللسان (ن ف ل، ن ف ى).