للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحجَبَهم الله حين خرجوا من عندهم بالرعب، فلم يَقْدِرُ أحدٌ منهم (١) على أن يَدْخُلَ عليهم، وأمر الملكُ فجعَل كهفهم مسجدًا يُصَلَّى فيه، وجعل لهم عيدًا عظيمًا، وأمر أن يُؤْتَى كلَّ سنةٍ. فهذا حديثُ أصحاب الكهف (٢).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةٌ، عن عبد العزيز بن أبى رَوَّادٍ، عن عبدِ اللَّهِ بن عُبيدِ بن عُميرٍ، قال: بعثهم اللَّهُ - يعنى الفتية أصحاب الكهف - وقد سُلِّط عليهم ملكٌ مسلمٌ - يعنى على أهل مدينتهم - وسلَّط الله على الفتية الجوع، فقال قائل منهم: ﴿كَمْ لَبِثْتُمْ﴾؟ قالُوا: ﴿لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾. قال: فردُّوا علم ذلك إلى الله، قالُوا: ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ﴾. وإذا معهم وَرِقٌ من ضرب الملك الذي كانوا في ﴿فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ﴾. أي بطعامٍ، ﴿وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا﴾. فخرج أحدهم فرأى المعالم متنكِّرةً، حتى انتهى إلى المدينة، فاستقبله الناسُ لا يَعْرِفُ منهم أحدًا (٣) ولا يعرفونه، حتى انتهى إلى صاحب طعام، فسامه بطعامه، فقال صاحبُ الطعامِ: هاتِ وَرِقَك. فأخرج إليه الوَرِقَ، فقال: من أين لك هذه (٤) الوَرِقُ؟ قال: هذه وَرِقُنا ووَرِقُ أهل بلادنا. فقال: هيهات، هذه الوَرِقُ مِن ضَرْبِ فلان بن فلانٍ، منذُ ثلاثمائة سنةٍ (٥) وتسع سنين، أنت أصبْتَ كنزًا، ولستُ بتاركك حتى أرْفعَك إلى الملكِ. [فرفعه إلى الملكِ] (٦)، وإذا الملكُ مسلمٌ وأصحابُه مُسلمون، ففرح واستبْشَر،


(١) سقط من: ص، م.
(٢) ذكره الثعالبى في عرائس المجالس ٣٧٨ - ٣٨٥، والبغوى ٥/ ١٥٠ - ١٥٥ عن ابن إسحاق.
(٣) بعده في ص، م: "فخرج".
(٤) في م: "هذا".
(٥) ليست في ت ٢، ف.
(٦) سقط من: ت ١، ت ٢.