للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ تعالى ذكرُه: ولم يكنْ لصاحبِ هاتين الجنَّتَين فِئَةٌ. وهم الجماعةُ، كما قال العَجَّاجُ (١):

كما يَحُورُ الفِئَةَ الكَمِيُّ

وبنحوِ ما قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ، وإن خالف بعضُهم في العبارة عنه عبارتَنا، فإن معناهم نظيرُ معنانا فيه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى "ح"، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ ﷿: ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ﴾. قال: عشِيرةٌ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ﴾. أي: جندٌ ينصُرونَهُ (٣).

وقولُه: ﴿يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ﴾ يقولُ: يمنَعونه من عقابِ اللهِ وعذابِه إذا عاقَبه وعذَّبه.

وقولُه: ﴿وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا﴾. يقولُ: ولم يكن ممتَنِعا من عذابِ الله إذا عذَّبه.


(١) ديوانه ص ٣٣٢.
(٢) تفسير مجاهد ص ٤٤٧، ٤٤٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٢٤ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٢٤ إلى ابن أبي حاتم.