للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون فى ذلك ما (١) حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ: ﴿فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ﴾. قال: رفَع (٢) الجدارَ بيدِه فاسْتَقامَ (٣). [قال ابنُ جُرَيجٍ: وأخبَرني أن سعيدَ بنَ جبيرٍ قال: مسَحه بيدِه فاستقام] (٤).

والصوابُ من القولِ في ذلك أن يُقالَ: إِنَّ اللهَ ﷿ أخبَرَ أن صاحبَ موسى وموسى وجَدا جِدارًا يُريدُ أن ينقضَّ فأقامَه صاحبُ موسى. بمعنَى: عَدَّل ميلَه حتى عاد مُسْتَوِيًا. وجائزٌ أن يكون كان ذلك بإصلاحٍ بعدَ هَدْمٍ. وجائزٌ أن يكونَ كان برَفْعٍ (٢) منه له بيدِه، فاسْتَوى بقُدْرَةِ اللهِ، وزال عنه ميلُه بلُطفِه، ولا دلالةَ من كتابٍ ولا خبرٍ للعذرِ قاطعٍ بأىِّ ذلك كان من أىٍّ.

وقولُه: ﴿قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾. يقولُ: قال موسى لصاحبِه: لو شِئتَ لم تُقِمْ لهؤلاء القوم جدارَهم حتى يُعْطوكَ على إقامتِكه أجرًا.

فقال بعضُهم (٥): إنما عَنَى موسى بالأجرِ الذى قال له: ﴿لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾: القِرَى، أي: حتى يَقْرُونا، فإِنَّهم قد أبَوْا أَن يُضيِّفونا.

وقال آخرون: بل عنَى بذلك العِوضَ والجزاءَ على إقامتِه الحائطَ المائلَ.

واختلَفتِ القرَأةُ فى قراءةِ ذلك؛ فقرَأتْه عامَّةُ قرَأةِ أهلِ المدينةِ


(١) فى ت ١، ف: "بما".
(٢) في الأصل: "بدفع".
(٣) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٢٣٧ إلى أبي عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ف. والأثر تقدم تخريجه في ص ٣٢٦.
(٥) كذا في جميع النسخ، والذى جرى عليه السياق أن يكون الكلام: واختلف أهل التأويل فى معنى الأجر الذي عناه الله بقوله: "قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا". فقال بعضهم. . .