للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرَّدْمِ الذي بينَ يأجوجِ ومأجوجَ، أُمَّتَين مِن وراءِ رَدمِ ذى القرنين. قال: الجَبَلَين (١)، أَرمِينِيَّةَ وأَذربِيجَانَ (٢).

حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾، وهما جبلان (٣).

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عُبيد، قال: سمِعتُ الضَّحَّاكَ يقولُ في قوله: ﴿بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾. يعني: بينَ جبلين (٣).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾. قال: هما جبلان (٤).

وقولُه: ﴿وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا﴾. يقولُ عزَّ ذكرُه: وجَد مِن دونِ السَّدَّين قوما لا يكادون يفقَهُون قول قائلٍ سوى كلامِهم.

وقد اختلَفت القرأةُ في قراءةِ قوله: ﴿يَفْقَهُونَ﴾؛ فقرَأته عامةُ قرأة أهلِ المدينةِ والبصرةِ وبعضُ أهلِ الكوفةِ: ﴿يَفْقَهُونَ﴾ بفتحِ القافِ والياءِ (٥)، مِن: فَقِهَ الرجلُ يَفْقَهُ فِقْهًا. وقرَأ ذلك عامةُ قرأةِ أهلِ الكوفةِ: (يُفْقِهُونَ قَوْلًا) بضمِّ الياءِ وكسرِ القافِ (٦)، مِن: أَفقَهتُ فلانًا كذا أُفقِهُهُ إفقاهًا. إذا أَفهَمتَه (٧) ذلك.


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "الجبلان". والمثبت من الأصل موافق لما في مصدرى التخريج الآتيين.
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره ١١/ ٥٥ بشطره الأخير، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٤٩ إلى ابن المنذر.
(٣) ذكره الطوسي في التبيان ٧/ ٧٩.
(٤) تفسير عبد الرزاق ١/ ٤١٢، ٤١٣.
(٥) وهى قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وعاصم وابن عامر. ينظر السبعة في القراءات ٣٩٩، والكشف عن وجوه القراءات ص ٧٦.
(٦) هي قراءة حمزة والكسائى. ينظر المصدران السابقان.
(٧) في م: "فهمته".