للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَعْسُو عُِسِيًّا وعُسُوًّا، وكلُّ متناهٍ إلى غايته في كِبْرٍ أو فسادٍ أو كفرٍ، فهو عاتٍ وعاسٍ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يعقوب، قال: ثنا هُشَيمٌ، قال: أخبرنا حُصين، عن عكرمة، عن ابنِ عباسٍ، قال: قد علمتُ السُّنَّةَ كلَّها، غيرَ أنى لا أدرى أكان رسولُ اللهِ يَقرأُ في الظهر والعصر أم لا؟ ولا أدرى كيف كان يقرأُ هذا الحرفَ: (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا) (١)، أو (عُسِيًّا) (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾. قال: يعنى بالعِتيِّ الكِبَرَ (٣).

حدَّثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿عِتِيًّا﴾. قال: نُحولُ العَظْمِ (٤).


(١) كذا بالضم كما في ص، وكما هو في أصول مسند أحمد، وكما ضبط في اللسان (ع س ا)، وهى قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر. وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: ﴿عِتيا﴾ بالكسر. السبعة ص ٤٠٧.
(٢) أخرجه أحمد (٢٢٤٦)، وأبو داود (٨٠٩)، والطحاوى في المعانى ١/ ٢٠٥ من طريق هشيم به. ورواية أبي داود والطحاوى مختصرة. وأخرجه أحمد (٢٣٣٢)، والحاكم ٢/ ٢٤٤، وقال: صحيح على شرط البخارى، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦٠ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٠٩.
(٤) تفسير مجاهد ص ٤٥٤، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.