للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبرنا عبدُ الرَّزاقِ، قال: أخبرنا معمر، عن قتادةَ فى قوله: ﴿مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾. قال: مِن قِبَلِ المشرقِ (١).

حدَّثني إسحاق بن شاهين، قال: ثنا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن داودَ، عن عامرٍ، عن ابن عباس، قال: إني لأعلمُ خلْقِ اللهِ لأيِّ شيءٍ اتخذتِ النَّصارى المشرق قبلةً؛ لقولِ الله: فـ ﴿انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقيًّا﴾. فاتَّخذوا ميلادَ عيسى قبلةً (٢).

حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنى عبد الأعلى، قال: ثنا داود، عن عامر، عن ابن عباس مثله.

حدَّثني سليمان بن عبد الجبار، قال: أخبرنا محمد بن الصَّلْتِ، قال: ثنا أبو كُدَيْنة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: إن أهل الكتاب كُتب عليهم الصلاة إلى البيت، والحجُّ إليه (٣)، وما صرفهم عنهما (٤) إلا قِيلُ رَبِّكَ: فـ ﴿انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾. فصلوا قِبلَ مطلعِ الشَّمسِ (٥).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: ﴿إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾. قال: شاسعًا متنحيًا (٦).

وقيل: إنها إنما صارت بمكانٍ يلى مشرقَ الشمس؛ لأن ما يلى المشرقَ عندهم


(١) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٦. زاد في آخره: "منتحيًا".
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢١٤ عن المصنف، وتقدم طرف منه فى ١٠/ ٥٤٣. وقد خرجناه ثم.
(٣) فى النسخ: "لله". والمثبت من مصدر التخريج، وهو ما يقتضيه السياق.
(٤) في ت ٢: "عنها". وفى مصدر التخريج: "عنه".
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦٤، ٢٦٥ إلى ابن أبي حاتم، وينظر تفسير ابن كثير ٥/ ٢١٣، والرواية فيهما: "فانتبذت".
(٦) في ص، ت ١، ف: "فسيحا". والأثر عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٢٦٤ إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. وينظر تفسير ابن كثير ٥/ ٢١٤.