للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان خيرًا مما يلى المغربَ، وكذلك ذلك فيما ذُكر عند العرب.

وقوله: ﴿فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا﴾. يقولُ: فاتخذتْ من دون أهلها سِتْرًا يَسْتُرُها عنهم وعن الناسِ.

وذُكر عن ابن عباس أنها صارتْ بمكان يلى المشرق؛ لأن الله أظلَّها بالشمس، وجعَل لها منها حجابًا.

حدَّثني محمد بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقيًّا﴾. قال: مكانًا أظلَّتْها (١) الشمس؛ أن يراها أحدٌ منهم (٢).

وقال غيرُه في ذلك ما حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السُّديِّ: ﴿فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا﴾: من الجدرانِ (٣).

وقوله: ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا﴾. يقول تعالى ذكره: فأرسلنا إليها حينَ انتبَذتْ من أهلها مكانًا شرقيًّا، واتخذتْ من دونهم حجابًا - جبريل.

وبنحو الذى قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا﴾. قال: أُرسل إليها، فيما ذُكِر لنا، جبريلُ (٤).


(١) في ص، ت ١: "أضلتها".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦٤ إلى ابن أبي حاتم.
(٣) تقدم أوله في ص ٤٨٣.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦٧ إلى ابن أبي حاتم.