للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنه قُصِد به كتابٌ معروفٌ بعينِه، ومعناه: ومنهم فريقٌ لا يَكْتُبون ولا يَدْرُون ما في الكتابِ الذى عَرَفْتُموه الذى هو عندَهم وهم يَنْتَحِلُونه، ويدَّعون الإقرارَ به من أحكامِ اللهِ وفرائضِه وما فيه من حُدُودِه التى بيَّنها فيه.

[واختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه] (١): ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾؛ فقال بعضُهم بما حَدَّثَنَا به أبو كُرَيْبٍ، قال: ثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، عن بِشْرِ بنِ عُمارةَ، عن أبى رَوْقٍ، عن الضحَّاكِ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾. يقولُ: إلَّا قولًا يَقُولُونه (٢) بأفواهِهم كذبًا (٣).

حَدَّثَنِي محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسي، عن (٤) ابنِ أبى نَجِيحٍ، عن مُجَاهدٍ: ﴿لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ﴾: إلا كذبًا (٥).

حَدَّثَنِي المُثَنَّي، قال: ثنا أبو حُذَيْفَةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ مثلَه.

وقال آخَرون بما حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ يقولُ: يتمنَّوْن على اللهِ ما ليس لهم (٦).

حَدَّثَنَا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا مَعْمَرٌ، عن


(١) سقط من النسخ، وأثبتناها كنهج أبي جعفر في التفسير.
(٢) في ت ١، ت ٢: "يقولون".
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٨٢ إلى المصنّف.
(٤) بعده في ت ٢: "محمد".
(٥) تفسير مجاهد ص ٢٠٧، ٢٠٨، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٥٢ (٧٩٤). وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٨٢ إلى عبد بن حميد.
(٦) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٥٢ عقب الأثر (٧٩٣) معلقًا.