للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتادةَ: ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾. يقولُ: يتمنَّوْن على اللهِ الباطلَ وما ليس لهم (١).

حَدَّثَنِي المُثَنَّي، قال: ثنا أبو صالحٍ، [عن معاويةَ بنِ صالحٍ] (٢)، عن عليِّ بنِ أبى طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ﴾. يقولُ: إلَّا أحاديثَ (٣).

حَدَّثَنَا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: حَدَّثَنِي حجَّاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عن مُجاهدٍ: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ﴾. قال: ناسٌ من يهودَ لَمْ يكونوا يعلَمون من الكتابِ شيئًا، وكانوا يتكلَّمون بالظنِّ بغيرِ ما في كتابِ اللهِ، ويقولون: هو من الكتابِ. أمانيُّ يتمنَّوْنها (٤).

حَدَّثَنَا المُثَنَّي، قال: ثنا آدمُ، قال: ثنا أبو جعفرٍ، عن الربيعِ، عن أبى العاليةِ: ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾: يتمنَّوْن على اللهِ ما ليس لهم (٥).

حَدَّثَنِي يونسُ، قال: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾. قال: تمنَّوْا فقالوا: نحن من أهلِ الكتابِ. وليسوا منهم.

وأَوْلَى مما رَوَيْنا في تأويلِ قولِه: ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾. بالحقِّ، وأَشْبَهُه بالصوابِ، الذى قاله ابنُ عباسٍ، الذى رواه عنه الضحَّاكُ، وقولُ مجاهدٍ، أن الأُمِّيِّين الذين وصَفهم اللهُ بما وصَفهم به في هذه الآيةِ وأنهم لا يَفْقَهُون من الكتابِ الذى أنزله اللهُ على موسى شيئًا، ولكنهم يَتَخرَّصون الكذبَ ويَتقوَّلون الأباطيلَ كذبًا وزُورًا، والتمنِّى في هذا الموضعِ هو تَخَلُّقُ الكذبِ وتَخَرُّصُه وافتعالُه، يقالُ منه: تمنَّيتُ


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٥٠.
(٢) سقط من النسخ. وهو إسناد دائر.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٥٢ (٧٩٢) عن أبيه، عن أبي صالح به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٨٢ إلى ابن المنذر.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٨٢ إلى المصنّف.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٥٢ (٧٩٣) من طريق آدم به.