للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾. قال: صمتًا.

حدَّثنا محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾. قال: يعنى بالصومِ الصمت (١).

حدَّثني يعقوب، قال: ثنا ابنُ علية، عن سليمان التيمي، قال: سمعتُ أنسًا قرأ: (إنِّي نَذَرْتُ للرَّحْمَن صَوْمًا وَصَمْتًا) (٢).

حدَّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرَّزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾: أما قوله: ﴿صَوْمًا﴾. فإنها صامت من الطعام والشراب والكلام (٣).

حُدِّثتُ عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعتُ الضَّحاك يقولُ فى قوله: ﴿نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾: [يعنى: صمتًا (٤).

حدَّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿إني نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾] (٥). قال: كان من بني إسرائيل من إذا اجتهد صام من الكلام كما يَصُومُ مِن الطعام، إلا من ذكرِ اللهِ، فقال ذلك لها كذلك (٦)، فقالت: إنى أَصُومُ من الكلام كما أصومُ من الطعام، إلا من ذكر الله. فلما كلَّموها أشارت إليه، فقالوا: ﴿كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾ فأجابهم. فقال: ﴿قَالَ


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩/ ٥٣٢ (مخطوط) من طريق الضحاك عن ابن عباس، ضمن أثر مطول، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور إلى ابن المنذر وابن مردويه ٤/ ٢٦٩.
(٢) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ١٧٦ من طريق سليمان التيمي به، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٤/ ٢٦٩ إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنبارى في المصاحف وابن مردويه بلفظ: صوما صمتا. وينظر تفسير القرطبي ١١/ ٩٧، ٩٨.
(٣) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٧.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٢٠.
(٥) سقط من: م.
(٦) سقط من: م.