للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان لله ولدًا، فإنَّ (١) اللهَ لم يتخذ ولدًا، ولا ينبغى ذلك له.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: ﴿ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ﴾. قال: الله الحقُّ (٢).

حدَّثني يحيى بن إبراهيم المسعودى، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كانوا يقولون في هذا الحرف في قراءة عبدِ اللهِ: (قالُ اللهِ (٣) الذى فيه يمتَرُون). قال: كلمةُ اللهِ.

ولو وُجِّه تأويل ذلك إلى: ذلك عيسى ابنُ مريمَ القولُ الحقُّ، بمعنى: ذلك القولُ الحقُّ، ثم حُذفت الألف واللام من القول، وأُضيف إلى الحقِّ، كما قيل: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ [الواقعة: ٩٥]. وكما قيل: ﴿وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾ [الأحقاف: ١٦]. كان تأويلًا صحيحًا.

وقد اختلفتِ القرأةُ فى قراءة ذلك؛ فقرأته عامَّةُ قرأة الحجاز والعراق: (قَوْلُ الحَقِّ) برفعِ القول (٤) على ما وصفتُ لك (٥) من المعنى، وجعلوه في إعرابه تابعًا


(١) في ص، م، ت ١، ف: "وإن"، وفي ت ٢: "قال".
(٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٢٧١ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) ليس في: ص، م، ت ١، ف. وقراءة عبد الله شاذة، وهى فى معانى القرآن للفراء ٢/ ١٦٧ - وفيه: "قالُ اللهِ الحقُّ" - فى المصاحف لابن أبى داود ص ٦٤، ٦٥ - وفيه: "قال الحق" - ومختصر الشواذ ص ٧٨. وفيه: "قال الحق"، و"قال الله".
(٤) قرأ بالرفع ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي. السبعة لابن مجاهد ص ٤٠٩.
(٥) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ف.