للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"إلَّا"، وَجَدْتَ الكلامَ صحيحًا معناه صحتَه وفيه "إلَّا"، وذلك إذا قلْتَ: ومنهم أُمِّيُّون لا يَعْلَمُونَ الكتابَ، لكن أمانيَّ. يعنى: لكنهم يَتَمنَّوْن. وكذلك قولُه: ﴿مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ﴾ [النساء: ١٥٧]: لكن اتِّباعَ الظنِّ. بمعنى: لكنَّهم يتَّبعون الظنَّ. وكذلك جميعُ هذا النوعِ من الكلامِ على ما وصَفْنا.

وقد ذُكِر عن بعضِ القَرأةِ أنه قرَأ: (إلَّا أمانىَ). مخففةً (١). ومن خَفَّف ذلك وجَّهه إلى نحوِ جَمْعِهم المفتاحَ مفاتحَ، والقُرْقورَ (٢) قراقرَ، وأن ياءَ الجمعِ لمَّا حُذفت خُفِّفَتِ الياءُ الأصليةُ، أَعْنِى من "الأمانيِّ"، كما جَمَعوا الأُثْفِيَّةَ (٣) أَثَافِىَ مخففةً، كما قال زهيرُ بنُ إلى سُلْمَى (٤):

أَثَافِىَ سُفْعًا (٥) في مُعَرَّسِ (٦) مِرْجَلٍ (٧) … ونُؤْيًا (٨) كجِذْمِ (٩) الحَوْضِ لَمْ يَتَثلَّمِ (١٠)

وأما مَن ثَقَّل ﴿أَمَانِيَّ﴾ فشدَّد ياءَها، فإنه (١١) نحوُ جَمْعِهم المفتاحَ مفاتيحَ،


(١) وهى قراءة أبي جعفر - وهو من العشرة. ينظر النشر لابن الجزرى ٢/ ١٦٤.
(٢) القرقور: السفينة أو الطويلة أو العظيمة. التاج (ق ر ر).
(٣) الأثفية: ما يوضع عليه القِدْرُ. اللسان (ث ف ى).
(٤) شرح ديوان زهير ص ٧.
(٥) السفعة: السواد المشرب حمرة، ومنه قيل للآثافى: سفع. وهى التى أوقد بينها النار فسودت صِفاحها التى تلى النار. اللسان (س ف ع).
(٦) المعرس: موضع التعريس، والتعريس: نزول القوم في السفر من آخر الليل يقعون وقعة للاستراحة. اللسان (ع ر س).
(٧) المرجل: القِدْرُ من الحجارة والنحاس. اللسان (ر ج ل).
(٨) النؤى، حفرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر. اللسان (ن أ ى).
(٩) الجذم: أصل الشيء. اللسان (ج ذ م).
(١٠) ثلم الإناء والسيف ونحوه يثلِمُه ثلْمًا، وثلَّمَه فانْثَلم وتثَلَّم: كسر حرفه. اللسان (ث ل م).
(١١) بعده في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "وجه ذلك إلى".