للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحَضْرَميُّ، قال: ثنى أبي، أنه سَمِع النَّوَّاسَ بنَ سَمْعَانَ الكِلابيَّ، يقولُ: ذكَر رسولُ اللَّهِ الدَّجَالَ، وذكَر أمرَه، وأنَّ عيسى ابنَ مريمَ يَقْتُلُه. ثم قال: "فبَيْنا (١) هو كذلك، أَوْحَى اللَّهُ إليه: يا عيسى، إنى قد أخرجتُ عِبادًا لى [لا يَدَ] (٢) لأحدٍ بقتالِهم، فحَرِّزْ عبادى إلى الطُّورِ. فيَبْعَثُ اللَّهُ يأجوجَ ومأجوجَ، وهم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلون، فيَمُرُّ أحدُهم على بُحيرةِ طَبَرِيَّةَ، فيَشْرَبون ما فيها، ثم يَنْزِلُ آخِرُهم، فيقولُ (٣): لقد كان بهذه مَرَّةً ماءٌ. فيُحاصَرُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُه، حتى يكونَ رأسُ الثورِ يومَئذٍ خيرًا لأحدِهم مِن مائةِ دينارٍ لأحدِكم. فيَرْغَبُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُه إلى اللَّهِ، فيُرْسِلُ اللَّهُ عليهم النَّغَفَ في رِقابِهم، فيُصْبِحون فَرْسَى (٤) موتِ نفسٍ واحدةٍ، فيَهْبِطُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُه، فلا يَجِدُون موضعًا إلا وقد ملأَه زَهَمُهم (٥) ونَتْنُهم ودِماؤُهم، فيَرْغَبُ نبيُّ الله عيسى وأصحابُه إلى اللَّهِ، فيُرْسِلُ اللَّهُ عليهم طيرًا كأَعْناقِ البُخْتِ (٦). فتَحْمِلُهم فتَطْرَحُهم حيثُ شاءَ اللَّهُ، ثم يُرسِلُ اللَّهُ مطرًا لا يُكِنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ، فيَغْسِلُ الأرضَ حتى يَتْرُكَها كالزَّلْقَةِ (٧) ".


(١) في ت ١، ت ٢: "فبينما". وهو موافق لما في مسلم والترمذي وابن ماجه ومستدرك الحاكم والمثبت من ص، م، ف موافق لما في مسند أحمد.
(٢) سقط من: ت ٢، وفى ص، ت ١، ف: "لا يدى".
(٣) في ص، م، ت ٢، ف: "ثم يقول". والمثبت من ت ١ موافق لما في الترمذي، وفي مسلم وابن ماجه والمستدرك: "فيقولون".
(٤) فَرْسَى: قَتْلَى. جمع فَرِيس. ينظر تاج العروس (ف ر س).
(٥) الزَّهَم بالتحريك: مصدر زَهِمت يدُه تَزْهَمُ؛ من رائحة اللحم. والزُّهْمة بالضم: الريح المُنْتِنَةُ. أراد أن الأرض تُنتن من جيفهم. النهاية ٢/ ٣٢٣.
(٦) البخت: جمَال طِوَال الأعناق. ينظر النهاية ١/ ١٠١.
(٧) في م، ت ١، ومسلم، والترمذى، والمستدرك: "كالزلفة". والمثبت من ص، ت ٢، ف موافق لما في مسند أحمد، وابن ماجه. والزلفة بالتحريك، جَمْعُها زَلَفٌ: مصانع الماء. أراد أن المطر يُغدِّر في الأرض - أي يصنع فيها غُدْران ماء. وقيل: الزلفة: المِرْآة. شَبَّهها بها لاستوائها ونظافتها. ويقال بالقاف أيضًا. ينظر النهاية ٢/ ٣٠٩ والحديث أخرجه أحمد ٢٩/ ١٧٢ - ١٧٥ (١٧٦٢٩)، ومسلم (٢٩٣٧)، وأبو داود =