للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السماءِ. فيَدْعو عليهم عيسى ابن مريمَ، فيقولُ: اللَّهُمَّ لا طاقةَ ولا يَدَيْنِ لنا بهم، فاكْفِناهم بما شِئتَ. فيُسَلِّط الله عليهم دُودًا يُقال له (١): النَّغَفُ. فتَفْرِسُ (٢) رقابَهم، ويَبْعَثُ اللَّهُ عليهم طَيْرًا، فتَأْخُذُهم بمَناقيرِها (٣)، فتُلْقيهم في البحرِ، ويَبْعَثُ اللَّهُ عينًا (٤) يُقالُ لها: الحياةُ. تُطَهِّرُ الأرضَ منهم وتُنْبِتُها، حتى إن الرُّمَّانَةَ ليَشْبَعُ منها السَّكْنُ. قيل: وما السَّكْنُ يا كعبُ؟ قال: أهلُ البيتِ. قال (٥): فبَيْنا الناسُ كذلك، إذ أتاهم الصَّرِيخُ أن ذا السُّوَيقَتَين [قد غَزَا البيتَ] (٦) يُريدُه، فيَبْعَثُ عيسى طَليعةً، سبعمائةٍ أو بينَ السَّبْعِمائة والثمانِمائة، حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعَثَ اللَّهُ رِيحًا يَمَانِيَّةٌ طَيِّبَةً، فَيَقْبِضُ اللَّهُ فيها رُوحَ كلِّ مؤمنٍ، ثم يَبْقَى عَجَاجٌ (٧) مِن الناسِ يَتَسَافَدُونَ (٨) كما تَتَسافَدُ البهائمُ، فمَثَلُ الساعةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُطيفُ حولَ فَرَسِهِ، يَنْتَظِرُها متى تَضَعُ، فَمَنْ تَكَلَّف بعدَ قولى هذا شيئًا، أو على هذا شيئًا، فهو المتُكَلِّفُ (٩).

حدَّثنا العباسُ بنُ الوليدِ البَيْروتيُّ، قال: أخبَرني أبي، قال: سَمِعتُ ابنَ جابرٍ، قال: ثنى محمدُ (١٠) بنُ جابرٍ الطَّائيُّ، ثم الحِمْصِيُّ، ثنى عبدُ الرحمنِ بنُ جُبيرِ بن نُفيرٍ


(١) في ص، ت ١: "لها".
(٢) فَرَس فريستَه: دقَّ عُنُقَها. والفَرْس: الكَسْر. وكلُّ قَتْلٍ فَرْسٌ. ينظر تاج العروس (ف ر س).
(٣) في م، ت ١، ف: "بمناقرها".
(٤) العبارة في تفسير عبد الرزاق جاءت هكذا: "غيثا يقال له: الحياة".
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "قيل".
(٦) سقط من النسخ، وفى الدر المنثور: "أتى البيت" وبمعناه في الفتن لنعيم بن حماد والمثبت من: تفسير عبد الرزاق والسنن الواردة في الفتن.
(٧) العَجاج: رَعَاعُ الناس والغَوْعَاءُ والأراذِلُ ومَن لا خير فيه. تاج العروس (ع ج ج).
(٨) التَّساقُد يُكْنَى به عن الجماعِ. يُنظر تاج العروس (س ف د).
(٩) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٨، ٢٩، وأخرجه أبو عمرو الدانى في السنن الواردة في الفتن (٦٧٩) من طريق حميد به، وأخرجه نعيم حماد في الفتن (١٦٤١، ١٦٧٠) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي الضيف به نحوه.
(١٠) كذا في النسخ، والصواب: "يحيى"، كما في مصادر التخريج الآتية. وابن جابر الذي يروى عن يحيى بن جابر الطائي، هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، كما في ترجمته في تهذيب الكمال ٥/ ١٨.