للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صَوْتى؟ قال: أذِّنْ وعليَّ البَلاغُ. فنادَى إبراهيمُ: أيها الناسُ، كُتِب عليكم الحجُّ إلى البيتِ العتيقِ فحُجُّوا. قال: فسَمِعَه ما بيَن السماءِ والأرضِ، أفلا تَرَى الناسَ يَجِيئون مِن أَقْصَى الأَرضِ يُلبُّون (١)؟

حدَّثنا الحسنُ بنُ عرفةَ، قال: ثنا محمدُ بنُ فُضِيلِ بن غَزْوانَ الضَّبِّيُّ، عن عطاءِ بن السائبِ، عن سعيدِ بن جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: لمَّا بَنَى إبراهيمُ البيتَ، أوْحَى اللَّهُ إليه أن أذِّنْ في الناسِ بالحجِّ. قال: فقال إبراهيمُ: ألا إن ربَّكم قد اتَّخذ بيتًا، وأمَرَكم أن تَحُجُّوه. فاسْتَجاب له ما سَمِعَه مِن شيءٍ؛ مِن حجرٍ وشجرٍ، أو أكَمَةٍ أو ترابٍ أو شيءٍ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ (٢).

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضِحٍ، قال: ثنا ابن واقِدٍ، عن أبي الزُّبيرِ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾. قال: قام إبراهيمُ خليلُ اللَّهِ على الحَجرِ، فنادَى: يأيُّها الناسُ كُتب عليكم الحجُّ. فَأَسْمَعَ مَن في أصْلابِ الرِّجالِ وأَرْحامِ النساءِ، فأجابَه مَن آمَن ممَّن سبَق في علمِ اللَّهِ أَن يَحُجَّ إلى يوم القيامةِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ (٣).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن عطاءِ بن السائبِ، عن سعيدِ بن جُبيرٍ: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا﴾. قال: وَقَرَتْ في قلبِ كلِّ ذكرٍ وأُنثَى (٤).


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١١/ ٥١٨، والحاكم ٢/ ٣٨٨، والبيهقى ٥/ ١٧٦ من طريق جرير به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٥٤ إلى ابن منيع وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٦٠، وأخرجه الحاكم ٢/ ٥٥٢، والبيهقى ٥/ ١٧٦، وفى الشعب (٣٩٩٨)، وفى الدلائل ٢/ ٥٤ من طريق عطاء به.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٦٠، ٢٦١.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٥٤ إلى المصنف.