للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها خفضًا، وإن لم تَحسُنْ فيهما "على"؛ لأنَّ (١) العروشَ أعالى البيوت، والبئرَ في الأرضِ، وكذلك القصرُ؛ لأن القرية لم تَخوِ على القَصرِ، ولكِنَّه أتبَعَ بعضَه بعضًا، كما قال: (وحورٍ عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون) (٢).

فمعنى الكلام على ما قال هذا الذي ذكَرنا قولَه في ذلك: فكَأيِّن من قرية أهلكناها وهي ظالمةٌ، فهى خاويةٌ على عروشِها ولها بئرٌ معطَّلةٌ وقصرٌ مشيدٌ. ولكن لمَّا لم يَكنْ مع "البئر" مرافعٌ ولا عاملٌ فيها، أتبَعها في الإعراب العروشَ، والمعنى ما وصَفتُ.

وبنحو الذي قُلنا في معنى قوله: ﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ﴾ قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيِّ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ﴾. قال: التي قد تُركت. وقال غيرُه: لا أهلَ لها (٣).

حدَّثنا ابنُ عبد الأعلى، قال ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: ﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ﴾. قال: عطَّلها أهلُها، ترَكُوها.

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاق، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادة مثله (٤).

حُدِّثتُ عن الحسين، قال: سمعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعتُ


(١) في م: "أن".
(٢) الآيتان ٢٢، ٢٣ من سورة الواقعة، والشاهد على قراءة الخفض في (وحور عين). والرفع قراءة، وهما متواترتان، كما سيأتى فى موضعه من التفسير.
(٣) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٣٦٥ إلى المصنف وابن المنذر، كله من قول ابن عباس.
(٤) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٤٠، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٣٦٥ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.