للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾. قال: ألَا ترى قولَ إبراهيمَ: ﴿وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ﴾ [البقرة: ١٢٨]. قال: هذا قولُ إبراهيمَ: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾. ولم يذكُرِ اللهُ بالإسلامِ والإيمانِ غيرَ هذه الأمةِ، ذُكِرَتْ بالإيمانِ والإسلامِ جميعًا، ولم نسمَعْ (١) بأمةٍ ذُكرت إلَّا بالإيمانِ (٢).

ولا وجهَ لمَا قال ابنُ زيدٍ من ذلك؛ لأنَّه معلومٌ أنَّ إبراهيمَ لم يُسَمِّ أمةَ محمدٍ مسلمينَ فى القرآنِ؛ لأنَّ القرآنَ أُنزِل مِن بعده بدهرٍ طويلٍ. وقد قال اللهُ تعالى ذكرُه: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا﴾. ولكنَّ الذى سمَّانا مسلمينَ من قبلِ نزولِ القرآنِ وفى القرآنِ، اللهُ الذي لم يزَلْ ولا يزالُ.

وأمَّا قوله: ﴿مِنْ قَبْلُ﴾. فإن معناهُ: من قبلِ (٣) هذا القرآنِ، في الكتبِ التي نزلت قبلَه، ﴿وَفِي هَذَا﴾. يقولُ: وفى هذا الكتابِ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ


(١) في ت ٢: "يسمع".
(٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٣٧٢ إلى ابن أبي حاتم.
(٣) بعده في م: "نزول".