للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعراقِ: ﴿زُبُرًا﴾ بمعنى جمعِ "الزَّبورِ". فتأويلُ الكلامِ على قراءةِ هؤلاءِ: فتفرّقَ القومُ الذين أمرَهم اللهُ من أمةِ الرسولِ عيسى بالاجتماعِ على الدينِ الواحدِ، والملةِ الواحدةِ -دينَهم الذى أمَرهم اللهُ بلزومِه ﴿زُبُرًا﴾: كُتُبا، فدانَ كلُّ فريقٍ منهم بكتابٍ غيرِ الكتابِ الذى دانَ به الفريقُ الآخرُ؛ كاليهودِ الذين زعَموا أنهم دانُوا بحكمِ التوراةِ، وكذّبوا (١) بحكمِ الإنجيلِ والقرآنِ، وكالنصارى الذين دانوا بالإنجيلِ بزعمِهم، وكذَّبُوا بحكمِ الفرقانِ.

ذكرُ مَن تأوّل ذلك كذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿زُبُرًا﴾. قال: كُتُبًا.

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قَتادةَ مثلَه (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿بَيْنَهُمْ زُبُرًا﴾. قال: كُتُبَ اللهِ فرَّقوها قِطَعًا (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ: ﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا﴾. قال مجاهدٌ: كُتُبَهم فرّقوها قِطَعًا.


(١) في ص، ف: "كانوا"، وفى ت ٢: "دانوا".
(٢) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٤٦، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ١٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم.
(٣) تفسير مجاهد ص ٤٨٦، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ١٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم.