للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ (١)، قال: حدثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، قال: قال مجاهدٌ: ﴿بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ﴾: يهودُ، شَرَوُا الحقَّ بالباطلِ، وكتمانَ ما جاء به محمدٌ بأن يُبَيِّنوه (٢).

والعربُ تقولُ: [شَرَيْتُ الشئَ] (٣). بمعنى: بِعْتُه. و ﴿اشْتَرَوْا﴾ في هذا الموضِعِ " افتَعلوا" مِن "شَرَيت". وأكثرُ (٤) كلامِ العربِ -فيما بلَغنا- أن يقولوا: شَرَيتُ. بمعنى: بِعْتُ، و: اشْتَريتُ. بمعنى: ابْتَعتُ. وقِيلَ: إنما سُمِّىَ الشارى (٥) شاريًا؛ لأنه باع نفسَه ودنياه بآخرتِه. ومن ذلك قولُ يزيدَ بنِ مُفرِّغٍ الحِمْيرىِّ (٦):

وشَرَيْتُ بُرْدًا ليتنى … من قبلِ (٧) بُرْدٍ كُنْتُ هامَهْ (٨)

ومنه قولُ المُسيَّبِ بنِ عَلَسٍ (٩):

يُعْطَى بِها ثَمَنًا فَيَمْنَعُها … ويقولُ صاحِبُها (١٠) ألا تَشْرِى (١١)

يعنى به: بِعْتُ بُرْدًا. وربما اسْتُعْمِلَ "اشْتَريتُ" [فى معنى] (١٢): بِعْتُ،


(١) في م: "الحسن".
(٢) في م: "بينوه".
والأثر أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٧٢ (٩٠٩) من طريق حجاج به.
(٣) في م: "شريته".
(٤) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٥) الشارى واحد الشراة: وهم الخوارج. التاج (ش ر ى).
(٦) طبقات فحول الشعراء ٢/ ٦٨٩، وأمالى الزجاجى ص ٤٢، والأضداد ص ٧٣.
(٧) في مصادر التخريج: "بعد".
(٨) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "كهامة". يقال: هذا هامة اليوم أو غد. أى يموت اليوم أو غدا. اللسان (هـ و م).
(٩) الأضداد ص ٧٤، وهو في الخزانة ٣/ ٢٣٧ ضمن أبيات للأعشى.
(١٠) كذا في النسخ، وفى مصدرى التخريج: "صاحبه"، وهو الصواب، راجع الخزانة.
(١١) في ت ٢، ت ٣: "تشترى".
(١٢) في م: "بمعنى".