للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظَفارِ، فلما فرغتُ انسلَّ من عنقى ولا أدرِى، فلما رجَعتُ إلى الرحْلِ، ذهَبتُ ألتمِسُه في عنقي فلم أجِدْه، وقد أخَذ الناسُ في الرحيلِ. قالت: فرجَعتُ [عَوْدِى إلى بَدْئِى] (١) إلى المكانِ الذي ذهَبتُ إليه، فالتمَستُه حتى وجَدتُه، وجاء القومُ خلافى الذين كانوا يرحِّلون بي البعيرَ. ثم ذكَر نحوَ حديثِ ابن عبدِ الأعلى، عن ابن ثورٍ (٢).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبو أسامةَ، عن هشامِ بن عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ ، قالت: لمَّا (٣) ذُكِر من شأنى الذي ذُكِر، وما علِمتُ به، قام رسولُ اللَّهِ فِيَّ خطيبًا وما علِمتُ، فتشهَّد، فحمِد اللَّهَ وأثنَى عليه بما هو أهلُه، ثم قال: "أما بعدُ، أشيروا عليَّ في أناسٍ أبَنُوا أهلي (٤)، وايمُ (٥) اللَّهِ ما علِمتُ على أهلي سوءًا قطُّ، وأبَنُوهم بمن واللَّهِ ما علِمتُ عليه سوءًا قطُّ، ولا دخَل بيتى قطُّ إلا وأنا حاضرٌ، ولا غبتُ (٦) في سفرٍ إلا غاب معى". فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ، فقال: يا رسولَ اللَّهِ، نرَى (٧) أن نضرِبَ أعناقَهم. فقام رجلٌ من الخزرجِ، وكانت أمُّ حسانَ بن ثابتٍ من رهطِ ذلك الرجلِ، فقال: كذَبتَ، أما واللَّهِ لو كانوا من الأوسِ ما أحبَبتَ أن تُضرَبَ أعناقُهم. حتى كاد أن يكونَ بينَ الأوسِ والخزرجِ في المسجدِ شرٌّ، وما علِمتُ به، فلما كان مساءُ ذلك اليومِ خرَجتُ لبعضِ حاجتى ومعى أمُّ مِسْطَحِ، فعثَرَتْ،


(١) سقط من: ت ٢.
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٩٧ - ٣٠٢، وأخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ٦١١، ٦١٢، وأخرجه الطبراني ٢٣/ ١١١ (١٥١) من طريق أبي أويس عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد عن عمرة به، وأخرجه أيضا ٢٣/ ١٢٢ (١٦٠) من طريق ابن إسحاق عن يحيى بن عباد به.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "ثم"، والمثبت موافق لما في مصادر التخريج.
(٤) أي: اتهموها، والأَبْنُ: التهمة. النهاية ١/ ١٧.
(٥) سقط من: م، ت ١، ف.
(٦) في ص، م، ت ١، ف: "أغيب"، وتنظر مصادر التخريج.
(٧) في ت ٢: "تري".