للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنها ليس لها خادِمٌ غيرِى، أفأَستأذِنُ عليها كلما دخَلْتُ؟ قال: "أتُحِبُّ أنْ تَراها عُرْيانَةً؟ ". قال الرجُلُ: لا. قال: "فاستَأذِنْ عليها" (١).

قال ابن جُرَيجٍ، عن الزهريِّ، قال: سمِعتُ هُزَيْلَ بنَ شُرَحبيلَ الأَوْدِيَّ الأعمى، أنه سَمِع ابنَ مسعودٍ يقولُ: عليكم الإذْنَ على أمهاتِكم (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، قال: قلتُ لعطاءٍ: أيَستأذنُ الرجلُ على امرأتِه؟ قال: لا (٣).

حدَّثنا الحسينُ، قال: ثنا محمدُ بنُ خازمٍ (٤)، عن الأعمشِ، عن عمرِو بن مُرَّةَ، عن يَحيى بن الجزَّارِ، عن ابن أخى زينبَ - امرأةِ ابن مسعودٍ - عن زينبَ، قالت: كان عبدُ اللَّهِ إذا جاء مِن حاجةٍ فانتهَى إلى البابِ، تَنحْنَحَ وبزَق؛ كراهةَ أَن يَهْجُمَ منا على أمرٍ يكرهُه (٥).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا﴾. قال: الاستِئْناسُ التَّنَحنحُ والتَّجَرُّسُ حتى يَعرِفوا أن قد جاءَهم أحدٌ. قال: والتَّجَرُّسُ كلامُه وتَنحنُحُه.

والصوابُ من القولِ في ذلك عندِى أن يقالَ: إِنَّ الاستئْناسَ الاستفعالُ مِن


(١) أخرجه مالك ٢/ ٩٦٣ من طريق صفوان به.
(٢) أخرجه سنيد - كما في التمهيد ١٦/ ٢٣٢ - عن حجاج به، وأخرجه ابن أبي شيبة ٤/ ٣٩٩، والبيهقى ٧/ ٩٧ من طريق الزهرى به، وينظر الأثر المتقدم في ص ٢٤٢.
(٣) أخرجه سنيد - كما في التمهيد ١٦/ ٢٣٢، وذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٤٠ عن ابن جريج.
(٤) في النسخ: "حازم"، وينظر تهذيب الكمال ٢٥/ ١٢٣.
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٤٠، ٤١ عن المصنف.