للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿دُرِّيٌّ﴾ بضمِّ الدالِ وتركِ الهمزِ (١).

وقرَأه بعضُ قرأةِ البصرةِ والكوفةِ: (دِرِّئٌ) بكسرِ الدالِ وهمزةٍ (٢).

وقرأه بعضُ قرأةِ الكوفةِ: (دُرِّئٌ) بضمِّ الدالِ وهمزةٍ (٣).

وكأن الذين ضمُّوا دالَه وترَكوا همزَه، وجَّهوا معناه إلى ما قاله أهلُ التفسيرِ الذين ذكَرْنا عنهم، من أن الزجاجةَ في صفائِها وحسنِها كالدُّرِّ، وأنها منسوبةٌ إليه لذلك مِن نعتِها وصفتِها.

ووجَّه الذين قرَءوا ذلك بكسرِ دالِه وهمزِه، إلى أنه "فِعيِّلٌ"، من دَرَأَ (٤) الكوكبُ (٥). أي: دُفِع (٦) ورُجِم به الشيطانُ. من قولِه: ﴿وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ﴾ [النور: ٨]. أي: يَدْفَعُ. والعربُ تُسَمِّى الكواكبَ العظِامَ التي لا تَعْرِفُ أسماءَها الدَّراريَّ، بغيرِ همزٍ.

وكان بعضُ أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ مِن أهلِ البصرةِ (٧) يقولُ: هي الدَّرارِيُّ بالهمزِ، مِن: يَدْرَأْنَ.

وأما الذين قرَءوه بضمِّ دالِه وهمزِه، فإن كانوا أرادوا به: دُرُّوءٌ. مثلَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ. من: درَأْتُ. ثم اسْتَثْقَلوا كثرةَ الضَّمَّاتِ فيه، فصرَفوا (٨) بعضَها إلى الكسرةِ،


(١) هي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم. حجة القراءات ص ٤٩٩.
(٢) هي قراءة أبي عمرٍو والكسائي. المصدر السابق.
(٣) هي قراءة حمزة وأبى بكر عن عاصم. المصدر السابق.
(٤) في م: "درى"، وفي ت ٢: "درء".
(٥) في ت ٢: "الكواكب".
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "رفع".
(٧) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٦٦.
(٨) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف.