للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت لها كَوَّةٌ في بيتِها، إذا طلعت الشمس نظرت إليها فسجدت لها، فأتى الهدهدُ الكَوَّةَ فسدَّها بجناحَيْه، حتى ارتفعت الشمسُ ولم تَعْلَمْ، ثم أَلقَى الكتابَ من الكَوَّةِ، فوقع عليها في مكانها الذي هي فيه فأخَذَتْه (١).

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادةَ، قال: بلغنى (٢) أنها امرأة يقال لها: بلقيس - أَحْسَبُه قَالَ: ابنةُ شَرَاحِيلَ - أحدُ أبويها من الجنِّ، مُؤَخَّرُ أحد قدميها كحافرِ الدابة، وكانت في بيت مملكة، وكان أولو مشورتها ثلاثمائةٍ واثنى عشر، كل رجل منهم على عشرة آلافٍ، وكانت بأرض يقال لها: مأرِب. من صنعاء على ثلاثة أيام، فلما جاء الهدهد بخبرها إلى سليمان بن داودَ، كتب الكتابَ وبعث به مع الهدهدِ، فجاء الهدهد وقد غلَّقت الأبواب، وكانت تُغَلِّقُ أبوابها وتضعُ مفاتيحها تحتَ رأسها، فجاء الهدهد فدخل من كَوَّةٍ، فألقَى الصحيفة عليها (٣) فقرأتها، فإذا فيها: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣١)﴾. وكذلك كانت تكتُب الأنبياء لا تُطْنِبُ، إنما تَكْتُبُ جَمْلًا (٤).

قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريج، قال: لم يَزِدْ سليمان على ما قصَّ الله في كتابه: [﴿إِنَّهُ]، ﴿وَإِنَّهُ﴾ (٥).


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٦/ ١٥٨ مطولا.
(٢) في ت ٢: "بلغها".
(٣) في ت ٢: "إليها".
(٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٨٠ عن معمر به. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٧٠ من طريق سعيد عن قتادة. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٠٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٥) في ت ١، ت ٢، ف: "ايه وايه".
والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٠٦ إلى ابن المنذر.