للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَعْمَرٍ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ﴾. قال: أو لا (١) يعلمُ أن اللهَ، ﴿وَيْكَأَنَّهُ﴾: أوَ لا يعلمُ أنه (٢).

وتأوَّل هذا التأويلَ الذي ذكَرناه عن قتادةَ في ذلك أيضًا بعضُ أهلِ المعرفةِ بكلامِ العربِ مِن أهلِ البصرةِ (٣)، واستَشهَد لصحةِ تأويلِه ذلك كذلك بقولِ الشاعرِ (٤):

سَأَلَتانِي الطَّلاقَ أنْ [رَأتاني … قَلَّ مالي] (٥) قد جِئْتُمانى (٦) بِنُكْرِ

وَيْكَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَه نَشَبٌ … يُحْبَبْ ومَن يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ

وقال بعضُ نحويِّى الكوفةِ (٧): "وَيْكَأَنَّ" في كلامِ العربِ تَقْريرٌ، كقولِ الرجلِ: أما تَرى إلى صُنْعِ اللهِ وإحسانِه! وذكَر أنه أخبَره مَن سمِع أعرابيةً تقولُ لزوجِها: أينَ ابنُكَ (٨)؟ فقال: وَيْكَأَنَّه وراءَ البيتِ. معناه: أما تَرَيْنَه وراءَ البيتِ؟ قال: وقد يذهبُ بها بعضُ النحويِّين إلى أنهما (٩) كلمتان، يريدُ: وَيْكَ أَنَّه. كأنه أرادَ "وَيْلَك"، فحذَف اللامَ، فتُجعل "أنَّ" مفتوحةً بفعلٍ مضمرٍ، كأنه قال:


(١) في م: "لم".
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٩٤ - ومن طريقه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٩/ ٣٠٢١، ٣٠٢٢ - عن معمر به. وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ١٣٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) هو أبو عبيدة فى مجاز القرآن ٢/ ١١٢.
(٤) البيتان في الكتاب ٢/ ١٥٥، والخزانة ٦/ ٤١٠ منسوبان لزيد بن عمرو بن نفيل، وفى البيان والتبيين ١/ ٢٣٥ منسوبان لأبى الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
(٥) فى البيان والخزانة: "رأتا مالي قليلا".
(٦) في م: "جئتما".
(٧) معاني القرآن ٢/ ٣١٢.
(٨) في ص، ت ١: "ابنا"، وفى م: "ابننا"، وفى ت ٢: "اينا". والمثبت من معاني القرآن.
(٩) فى م: "أنها".