للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يديه في الطريقِ، وخاف أن يكونَ قد مكَر به، حتى أتاه (١) عيونُه أن ليس معه إلَّا خَمْسون رجلًا، ثم بُسِط لهما، والتَقَيا في قبةِ ديباجٍ، ضُرِبت لهما، مع كلِّ واحدٍ منهما سِكِّينٌ، فدعَيا (٢) تُرْجُمانًا بينَهما، فقال شهرَبرازُ: إن الذين خرَّبوا مدائنَك (٣) أنا وأخى، بكيدِنا وشجاعتِنا، وإن كسرَى حسَدنا، فأراد أن أقتُلَ أخى فَأَبَيْتُ، ثم أمَر أخى أن يقتلَنى، فقد خلَعْناه (٤) جميعًا، فنحن نُقاتِلُه معك. فقال: قد أصَبتما، ثم أشار أحدُهما إلى صاحبِه أن السرَّ (٥) بينَ اثنينِ، فإذا جاوز اثنينِ فشا. قال: أجلْ. فقتَلا التُّرْجُمانَ جميعًا بسكينَيْهما، فأهلَك اللهُ كسرَى، وجاء الخبرُ إلى رسول الله يومَ الحديبيةِ، ففرِح ومَن معه (٦).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ﴾. قال: غلبَتْهم (٧) فارسُ على أدنى الشامِ، ﴿وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾ الآية. قال: لما أنزَل اللهُ هؤلاء الآياتِ صدَّق المسلمون ربَّهم، وعلِموا أن الرومَ سيَظهَرون على فارسَ، فاقتَمَروا هم والمشركون؛ خمسَ قلائصَ خمسَ قلائصَ، وأَجَّلُوا بينَهم خمسَ سنين، فوَلِى قِمارَ المسلمين أبو بكرٍ ، وولِى قِمارَ المشركين [أُبَيُّ بنُ خلفٍ؛ وذلك قبلَ أن يُنْهَى عن القمارِ، فحلَّ الأجلُ، ولم تَظْهَرِ الرومُ على فارسَ، وسأَل المشركون قِمارَهم] (٨)، فذكَر ذلك أصحابُ النبيِّ


(١) في م، ف: "أتته".
(٢) في ص، ت ١، ت ٢: "فدعا"، ودعيت: لغة فى دعوت. القاموس المحيط (د ع و).
(٣) في ص: "مدينتك".
(٤) في ت ٢: "خالفناه".
(٥) فى ت ١: "الستر".
(٦) أخرجه سنيد في تفسيره كما في تخريج الكشاف للزيلعي ٣/ ٥٤، وابن كثير في تفسيره ٦/ ٣٠٦، ٣٠٧.
(٧) في ص، ت ٢، ت ٣: "غلبهم".
(٨) سقط من: ت ٢.