للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَوْمًا بأطْيَبَ مِنْها نَشْرَ رائحَةٍ … ولَا بِأَحْسَنَ مِنْها إِذ دَنا الأُصُلُ (١)

فأعلمهم بذلك تعالى، أن الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ، من المنظر الأنيقِ، واللذيذِ من الأرابيح، والعيشِ الهنيِّ، فيما يُحبون، ويُسَرُّون به، ويُغبَطون عليه. والحَبَّرةُ عند العرب: السرورُ والغبْطَةُ. قال العجاج (٢):

فالحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعْطَى الخَبَرْ … مَوالِىَ الحَقِّ إن المَوْلى شَكَرْ (٣)

واختلَف أهل التأويل في معنى ذلك؛ فقال بعضهم: معنى ذلك: فهُم في روضة يُكرمون.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾. قال: يُكرمون (٤).

وقال آخرون: معناه: يُنعَّمون.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ


(١) الأصل: جمع أصيل، وهو العشى. اللسان (أ ص ل).
(٢) ديوانه ص ٤.
(٣) قال شارحه: الحبر: السرور، وقوله: "موالى الحق": أي أولياء الحق. وقوله: "إن المولى شكر". قال: هذا بمنزلة قولك: قد أعطاك الله خيرا إن شكرت، أي فاشكر. الديوان الموضع السابق.
(٤) ذكره القرطبي في تفسيره ١٤/ ١٢، والبغوى ٦/ ٢٦٤، وأبو حيان ٧/ ١٦٥.