للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا كان (١) كذلك كان مَن صلَّى ما بينَ المغربِ والعشاءِ، أو انتَظر العشاءَ الآخرة، أو قامَ الليلَ أو بعضَه، أو ذكَر اللهِ في ساعاتِ الليلِ، أو صلَّى العَتَمةَ، ممن دخَل في ظاهرِ قولِه: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾؛ لأن جنبَه قد جَفا عن مضجعِه، في الحالِ التي قامَ فيها للصلاةِ؛ قائما صلَّى، أو ذكَر الله، أو قاعدًا، بعدَ ألّا يكونَ مضطجعًا، وهو على القيامِ أو القعودِ قادرٌ، غيرَ أن الأمرَ وإن كان كذلك، فإن توجيهَ الكلامِ إلى أنه معنيٌّ به قيامُ الليلِ أعجبُ إليَّ؛ لأن ذلك أظهرُ مَعانيه، والأغلبُ على ظاهرِ الكلامِ، وبه جاء الخبرُ عن رسولِ اللهِ .

وذلك ما حدَّثنا به ابن المثنى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن الحكمِ، قال: سَمِعتُ عُروةَ بنَ النَّزَّالِ (٢) يحدِّثُ عن مُعاذِ بن جبلٍ، أن رسولَ اللهِ قال له: "أَلَا أَدُلُّك على أبوابِ الخيرِ؟ الصومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقةُ تُكَفِّرُ الخطيئة، وقيامُ العبدِ في جوفِ الليلِ". وتَلا هذه الآيةَ: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ " (٣).

حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا يحيى بنُ حمادٍ، قال: ثنا أبو عَوانةَ (٤)، عن سليمانَ، عن (٥) حبيبِ بن أبي ثابتٍ والحكمِ، عن ميمونِ بن أبي شبيبٍ (٦)، عن


(١) بعده في ت ٢: "ذلك".
(٢) في م: "الزبير"، وفى ت ٢: "البراك". ينظر تهذيب الكمال ٢٠/ ٣٩.
(٣) أخرجه النسائي (٢٢٢٥) عن ابن المثنى به مختصرًا، وأخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (١)، ومن طريقه الطبراني ٢٠/ ١٤٨ (٣٠٥)، وأحمد ٥/ ٢٣٣، وابن نصر في مختصر قيام الليل ص ٨ من طريق محمد بن جعفر به، وأخرجه الطيالسي (٥٦١)، وأحمد ٥/ ٢٣٣، والطبراني ٢٠/ ١٤٧ (٣٠٤)، والبيهقى في الشعب (٢٨٠٦، ٣٣٤٩) من طريق شعبة به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٠٩، والترمذي (٢٦١٦)، وابن ماجه (٣٩٧٣)، والبيهقى في الشعب (٣٣٥٠) من طريق أبي وائل عن معاذ به.
(٤) في النسخ: "أسامة"، والمثبت من مصادر التخريج. ينظر تهذيب الكمال ٣٠/ ٤٤١.
(٥) في ت ١: "بن". ينظر تهذيب الكمال ٥/ ٣٥٨.
(٦) في ت ٢: "شيب". ينظر تهذيب الكمال ٢٩/ ٢٠٦.