للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأوسَعهم خبزًا ولحمًا، ثم رجَع كما كان يصنَعُ، فأَتَى حُجَرَ نسائِه فسلَّم عليهنَّ، فَدَعَوْن له، ورجَع إلى بيتِه وأنا معه، فلما انتهَيْنا إلى البابِ إذا رجلان قد جرَى بهما الحديثُ في ناحيةِ البيتِ، فلما أبصَرهما ولَّى راجعًا، فلما رأيا النبيَّ ولَّى عن بيتِه، ولَّيا مُسْرِعَين، فلا أَدْرِى أنا أخبَرتُه، أو أُخبِر، فرجَع إلى بيتِه، فأرخَى السِّتْرَ بينى وبينَه، ونزَلت آيةُ الحجابِ (١).

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا ابن أبى عديٍّ، عن حميدٍ، عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال عمرُ بنُ الخطابِ: قلتُ لرسولِ الله : لو حَجَبْتَ عن أمهاتِ المؤمنين. فإنه يدخُلُ عليك البَرُّ والفاجِرُ، فنزَلت آيةُ الحجابِ (٢).

حدَّثني القاسمُ بنُ بشرِ بن معروفٍ، قال: ثنا سليمانُ بنُ حربٍ، قال: ثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن أيوبَ، عن أبي قِلابةَ، عن أنسِ بن مالكٍ، قال: أنا أعلَمُ الناسِ بهذه الآيةِ؛ آيةِ الحجابِ، لمّا أُهدِيَتْ زينبُ إلى رسولِ الله صنَع طعامًا، ودَعا القومَ، فجاءوا فدخَلوا، وزينبُ مع رسولِ الله في البيتِ، وجعَلوا يتحدَّثون، وجعَل رسولُ الله يخرُجُ ثم يدخُلُ وهم قعودٌ، قال: فنزَلت هذه الآيةُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ﴾ إلى: ﴿فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾. قال: فقامَ القومُ، وضُرِب الحجابُ (٣).


(١) أخرجه أحمد ١٩/ ٨٠ (١٢٠٢٣) من طريق ابن أبي عدى به، وأخرجه ابن سعد ٨/ ١٠٦، ١٠٧، وأحمد ٢٠/ ٣٥٩ (١٣٠٧٢)، والبخارى (٥١٥٤)، والنسائى في الكبرى (٦٩٠٨)، وابن حبان (٤٠٦٢)، والبغوى (٢٣١٣) من طريق حميد به.
(٢) أخرجه أحمد ١/ ٢٩٩ (١٦٠) من طريق ابن أبي عدى به، وأخرجه أحمد ١/ ٣٦٣ (٢٥٠)، والنسائي في الكبرى (١٠٩٩٨، ١١٤١٨)، وابن حبان (٦٨٩٦)، وغيرهم من طريق حميد به.
(٣) أخرجه ابن سعد ٨/ ١٠٥، ١٠٦، والبخارى (٤٧٩٢)، والطبراني ٢٤/ ٤٨، ٤٩ (١٢٨) من طريق سليمان بن حرب به، وأخرجه أحمد ٢١/ ١٧١ (١٣٥٣٨) من طريق حماد بن زيد به.