للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَعَهُ السَّعْيَ﴾. قال: السعىُ هاهنا العبادةُ (١).

وقال آخرون: معنى ذلك: فلمَّا مشَى مع إبراهيمَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾. أي: لما مشَى مع أبيه (٢).

وقولُه: ﴿قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾. يقول تعالى ذكرُه: ﴿قَالَ﴾ إبراهيمُ خليلُ الرحمنِ لابنِه: ﴿يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾. وكان فيما ذُكِر أن إبراهيمَ نذَر حينَ بشَّرَته الملائكةُ بإسحاقَ ولدًا، أن يَجْعَلَه إذا ولَدَته سارَةُ للَّهِ ذَبيحًا، فلمَّا بلَغ إسحاقُ مع أبيه السعىَ أُرِى إبراهيمُ في المنامِ، فقيل: فِ (٣) للهِ بنذرِك. ورُؤيا الأنبياء، صلوات الله عليهم، يقينٌ؛ فلذلك مضَى لِما رأَى فى المنامِ، وقال له ابنُه إسحاقُ ما قال.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السدىِّ، قال: قال جبريلُ لسارَةَ: أبْشِرِى بولدٍ اسمُه إسحاقُ، ومِن وراءِ إسحاقَ يعقوبُ. فضرَبت جبهتَها عَجَبًا، فذلك قولُه: ﴿[قَالَتْ يَاوَيْلَتَى] (٤) أَأَلِدُ


(١) ذكره الطوسى فى التبيان ٨/ ٤٧٣، والقرطبي في تفسيره ١٥/ ٩٩.
(٢) ذكره البغوى فى تفسيره ٧/ ٤٦، والقرطبي في تفسيره ١٥/ ٩٩، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٨٠ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٣) في م: "أوف".
(٤) في النسخ: "فصكت وجهها".