للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمدَ بنَ كعبٍ القُرَظىَّ يقولُ ذلك كثيرًا (١).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، قال: ثنى محمدُ بنُ إسحاقَ، عن بُرَيْدَةَ بنِ سفيانَ بنِ فَرْوَةَ الأَسْلَمىِّ، عن محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظىِّ، أنه حدَّثهم أنه ذكَر ذلك لعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وهو خليفةٌ، إذ كان معه بالشامِ، فقال له عمرُ: إن هذا لشَيءٌ ما كنتُ أَنْظُرُ فيه، وإني لأُراه كما قلتَ (٢). ثم أرْسَل إلى رجلٍ كان عندَه بالشامِ كان يهوديًّا، فأسْلَم فحسُن إسلامُه، وكان يُرَى أنه مِن علماء يهودَ، فسأَله عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ عن ذلك، فقال محمدُ بنُ كعبٍ: وأنا عندَ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، فقال له عمرُ: أَيُّ ابنَى إبراهيمَ أُمِر بذبحِه؟ فقال: إسماعيلُ والله يا أميرَ المؤمنين، وإن يهودَ لَتَعْلَمُ بذلك، ولكنهم يَحْسُدونكم معشرَ العرب، على أن يكونَ أباكم الذي كان مِن أمرِ اللهِ فيه، والفضلِ الذى ذكَره اللهُ منه؛ لصبرِه لما أُمِر به، فهم يَجْحَدون ذلك، ويَزْعُمون أنه إسحاقُ؛ لأن إسحاقَ أبوهم. فاللهُ أعلمُ أيُّهما كان، كلٌّ قد كان طاهرًا طيبًا مطيعًا لربِّه (٣).

حدَّثني محمدُ بنُ عمارٍ الرازىُّ، قال: ثنا إسماعيلُ بنُ عبيدٍ بنِ أبي كَريمةَ، قال: ثنا عمرُ بنُ عبدِ الرَّحيمِ الخطابيُّ، عن عبد (٤) اللهِ بنِ محمدٍ العُتْبىِّ، مِن ولدِ عتبةَ ابنِ أبي سفيانَ، عن أبيه، قال: ثنى عبدُ الله بنُ سعدٍ (٥)، عن الصُّنابحىِّ، قال: كنا


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٧٠ عن ابن حميد به.
(٢) فى م: "هو".
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٧٠ عن ابن حميد به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٨١ إلى ابن إسحاق.
(٤) فى ص، م، ت ١، ت ٣، وتفسير ابن كثير: "عبيد". وينظر جمهرة أنساب العرب ص ١١١.
(٥) في النسخ والتاريخ والمستدرك: "سعيد"، والصواب ما أثبتناه. ينظر التاريخ الكبير ٥/ ١٠٦، وتهذيب الكمال ١٥/ ٢٠.