للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ﴾. يقولُ: وأنظِرْهم فسوف يرَوْن ما يحِلُّ بهم من عقابِنا، في حين لا تنفعُهم التوبةُ، وذلك عندَ نزولِ بأسِ اللهِ بهم.

وقوله: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: تنزيهًا لربِّك يا محمدُ، وتبرئةً له، ﴿رَبِّ الْعِزَّةِ﴾. يقولُ: ربِّ القوةِ والبطشِ، ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾. يقولُ: عما يصفُ هؤلاء المفترُون عليه من مشرِكي قريشٍ، من قولهم: ولَد اللهُ. وقولِهم: الملائكةُ بناتُ اللهِ. وغير ذلك من شركِهم وفِرْيتِهم على ربِّهم.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّة عَمَّا يَصِفُونَ﴾. أي: عما يكذِبون، يسبِّحُ نفسَه إذ (١) قيل عليه البُهتانُ (٢).

وقوله: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾. يقولُ: وأمَنَةٌ من اللهِ للمرسلين، الذين أرسلهم إلى أممِهم، الذين ذكَرهم في هذه السورة وغيرهم - من فزعِ يومِ العذابِ الأكبرِ، وغيرِ ذلك من مكروهٍ أن ينالَهم من قِبلِ اللهِ .

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ﴾. قال رسول الله : "إذا سلَّمتم عَليَّ فسلِّموا على المرسَلين، فإنما أنا رسولٌ من المرسَلين" (٣).


(١) في ص، م: "إذا".
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٥٩ من طريق معمر عن قتادة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٩٤ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه ابنُ أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير ٧/ ٤١ من طريق سعيد به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير من طريق شيبان عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة مرفوعًا، =