للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ﴾. قال: ملةِ قريشٍ (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ﴾. أي: في ديننا هذا، ولا في زماننا قطُّ (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيد في قوله: ﴿مَا سَمِعْنَا بهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ﴾ (٣): الدين الآخِرِ. قال: والملةُ الدينُ.

وقيل: إن الملأَ الذين انطلَقوا نفرٌ من مشيخةِ قريشٍ؛ منهم أبو جهلٍ، والعاصُ ابنُ وائل، والأسودُ بنُ عبدِ يغوثَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمد بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمد بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباط، عن السدىٍّ: أن ناسًا من قريش اجتمعوا؛ فيهم أبو جهلِ بنُ هشامٍ، والعاص بنُ وائل، والأسودُ بنُ المطلب، والأسودُ بنُ عبدِ يغوث، في نفرٍ من مشيخة قريشٍ، فقال بعضُهم لبعض: انطلقوا بنا إلى أبى طالب، فلنكلِّمه فيه، فلْيُنصِفْنا منه، فيأمره فَلْيَكُفَّ عن شتم آلهتنا، ونَدَعَه وإلهَه الذي يَعبُدُ، فإنا نخافُ أن يموت هذا الشيخُ، فيكونَ مِنَّا شيء، فتُعَيّرنا العربُ؛ يقولون: تَرَكوه حتى إذا مات عمُّه تناولُوه. قال: فبعثوا رجلًا منهم يُدعَى المطَّلبَ، فاستأذن لهم على أبي طالبٍ، فقال: هؤلاء


(١) تفسير مجاهد ص ٥٧٢، ومن طريقه الفريابي، كما في الفتح ٨/ ٥٤٥.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٦٠ عن معمر عن قتادة بلفظ: هو الدين الذي نحن عليه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٩٧ إلى عبد بن حميد.
(٣) بعده في م، ت ٢، ت ٣: "قال: الملة الآخرة".