للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شدَّد اللهُ له مُلْكَه (١) (٢).

حدَّثنا محمد بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّل، قال: ثنا أسباطُ، عن السدىِّ في قولِه: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (٢١)﴾. قال: كان داودُ قد قَسَم الدهرَ ثلاثةَ أيامٍ؛ يومًا (٣) يَقْضِى فيه بينَ الناسِ، ويومًا (٤) يخلو فيه لعبادة ربِّه، ويوما (٣) يَخْلو فيه لنسائِه، وكان له تسعٌ وتسعون امرأةً، وكان فيما يقرأُ من الكتبِ، أنه كان يجدُ فيه فضلَ إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ، فلما وجَد ذلك فيما يَقْرأُ مِن الكتبِ، قال: يا ربِّ، أَرَى (٥) الخير كلَّه قد ذهَب به آبائي الذين كانوا قبلى، فأعطني مثلَ ما أعطيتَهم، وافْعَلْ بي مثلَ ما فعلتَ بهم. قال: فأوحَى اللهُ إليه: إن آباءَكَ ابْتُلُوا ببَلايا لم تُبْتَل بها؛ ابتلى إبراهيمُ بذَبْحِ ابنِه، وابتلى إسحاقُ بذَهابِ بصرِه، وابتُلِى يعقوبُ بحُزْنِه على يوسفَ، وإنك لم تُبْتَلَ مِن ذلك بشيءٍ. قال: يا ربِّ ابْتَلنى بمثلِ ما ابتليتهم به، وأعطنى مثلَ ما أعطيتَهم. قال: فأُوحِى إليه: إنك مُبْتَلى، فاحْتَرِسُ. قال: فمكث بعد ذلك ما شاء اللهُ أن يَمكُثَ، إذ جاءَه الشيطانُ قد تَمَثَّل في صورةِ حمامةٍ من ذهبٍ، حتى وقَع عندَ رِجلَيْه وهو قائمٌ يُصَلِّى. قال: فمَدَّ يدَه ليأخُذَه


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٠١ إلى المصنف.
(٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ٧/ ٥١ عند كلامه على هذه الآيات: قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديثا لا يصح سنده؛ لأنَّه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس، ويزيد وإن كان من الصالحين، لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة، فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة -يعنى ابنُ كثير: تلاوة نصها من القرآن الكريم- وأن يُرَدَّ عِلْمُها إلى الله ﷿؛ فإن القرآن حق، وما تضمن فهو حق أيضا. وسيسوق المصنف روايات أُخَر بإسناده عن السدى ووهب بن منبه وغيرهما، ومن ضمنها رواية يزيد الرقاشي عن أنس المذكورة في كلام ابن كثير.
(٣) في ص، م، ت ١: "يوم".
(٤) في م، ت ١: "يوم".
(٥) في م، ت ٢، ت ٣: "إن".