للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ قوله: ﴿وَحُسْنَ مَئَابٍ﴾. قال: حسنَ المُنْقَلَبِ (١).

وقوله: ﴿يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وقلنا لداودَ: يا داودُ إنا اسْتَخْلَفْناك في الأرضِ، مِن بعدِ مَن كان قبلَك مِن رُسُلِنَا، حَكَمًا بين أهلها.

كما حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً﴾: مَلَّكَه في الأرضِ.

[وقوله:] (٢) ﴿فَاحْكُم بَينَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾. يقول (٣): بالعدل والإنصافِ، ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى﴾. يقولُ: ولا تُؤْثِرُ هَواك، في قضائك بينهم، على [العدلِ والحقِّ] (٤) فيه، فتَجُورَ عن الحقِّ، ﴿فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾. يقولُ: فيميلَ بك اتِّباعُك هَواك، في قضائِك، على العدلِ والعملِ بالحقِّ - عن طريقِ اللهِ الذى جعَله لأهل الإيمان به، فتكونَ مِن الهالكين بضلالك عن سبيل الله.

وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: إن الذين يَميلون عن سبيلِ اللهِ، وذلك: الحقُّ الذى شرَعه لعبادِه وأمَرهم بالعمل به، فيجورُون عنه في الدنيا -لهم في الآخرة، يومَ الحسابِ، عذابٌ شديدٌ على ضلالِهم عن سبيلِ اللهِ؛ ﴿بِمَا نَسُوا﴾ أمرَ الله. يقولُ:


(١) تقدم تخريجه في ٥/ ٢٦٧، بزيادة: "وهى الجنة".
(٢) سقط من: م، ت ٢، ت ٣.
(٣) في م، ت ٢، ت ٣: "يعني".
(٤) في م، ت ٢، ت ٣: "الحق والعدل".