للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالت: أي بارَك اللهُ فيك، هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبْتَلَى؟ فواللهِ على ذلك ما رَأَيتُ أحدًا أشبهَ به منك إذ كان صحيحًا. قال: فإني أنا هو. قال: وكان له أَنْدَرانِ (١)؛ أندرٌ للقمحِ، وأندرٌ للشعيرِ، فبعَث اللهُ سحابَتَينِ، فلما كانت إحداهما على أَنْدَرِ القمحِ، أفرَغت فيه الذهبَ حتى فاض، وأفرَغت الأخرى في أندرِ الشعيرِ الورِقَ حتى فاض" (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ﴾. قال: قال الحسنُ وقتادةُ: فأحياهم (٣) اللهُ بأعيانِهم، وزاده (٤) مثلَهم معهم (٥).

حدَّثني محمدُ بنُ عوفٍ، قال: ثنا أبو المغيرةِ، قال: ثنا صفوانُ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ جبيرٍ، قال: لما ابتُلى أيوبُ النبيُّ بمالِه وولدِه وجسدِه، وطُرِح في المزبلةِ، جعَلتِ امرأتُه تَخْرُجُ تَكْسِبُ عليه ما تُطْعِمُه، فحسَده الشيطانُ على ذلك، وكان يأتى أصحابَ الخبزِ والشِّواءِ الذين كانوا يَتَصدَّقون عليها، فيقولُ: اطرُدوا هذه المرأةَ التي تَغْشَاكم، فإنها تُعالِجُ صاحبَها وتَلْمَسُه بيدِها، فالناسُ يتَقَذَّرون طعامَكم من أجلِ أنها تَأتيكم وتَغْشَاكم على ذلك، وكان يَلْقاها إذا خرَجت كالمحزونِ لما لقِىَ أيوبُ، فيقولُ: لجَّ صاحبُك، فأبى إلا ما أتى، فواللهِ لو


(١) الأَنْدَرُ: البَيْدَرُ. وهو الموضع الذي تُداس فيه الحبوب. القاموس المحيط (ن د ر).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في البداية والنهاية ١/ ٥١٠ - ، وابن عساكر في تاريخه ١٠/ ٧١، ٧٢ من طريق يونس به. وأخرجه البزار (٢٣٥٧ - كشف)، وأبو يعلى (٣٦١٧) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه ١٠/ ٧٣، ٧٤ - وابن حبان (٢٨٩٨)، والحاكم ٢/ ٥٨١، ٥٨٢، وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٣٧٤، ٣٧٥ من طريق نافع به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٣٠ إلى ابن أبي الدنيا وابن مردويه.
(٣) في ت ١: "قد خباهم". وبدون نقط في ص.
(٤) في م: "زادهم".
(٥) سقط من: م، ت ٢، ت ٣. والأثر تقدم تخريجه في ١٦/ ٣٦٧.